بلديّة برشلُونة تفتح قصر ملك إسبانيا لإفطار رمضانيّ مغربيّ

الإثنين, 21 يوليوز 2014

افتُـتح الفضاء الداخليّ للقصر الملكيّ "بِيدرَالبِيز" ببرشلونة، بعد زوال يوم أمس، من أجل التحضير لحدث يحتفي بالإسلام والمسلمِين اختار له المنظمُون، من اتحاد المراكز الثقافية الإسلاميّة بكاتَالُونيَا، أن يبرز في حلّة إفطار جماعي يلمّ مئات الصائمين المنتمين لمختلف المجالات، زيادة على ضيوف للموعد ينتمون لمجال تدبير الشأن العام بالمنطقة، من بلدية المدينة والبرلمان الجهوي، وكذا معتنقين لمعتقدات دينيّة مختلفة.

وتملك بلديّة برشلونة القصر الملكي "بيدرَالبِيز"، ويعمل العاهل الإسباني على استعماله من أجل الاستقرار كلّما تواجد بكاتالونيا.. بينما يضمّ جزء منه متحفا لـ "فنون الدِّيكُور والسِّيرَامِيك، فيمَا جزء آخر يُستغل كمقرّ لـ "الاتحاد من أجل المتوسّط" منذ العام 2008، والفضاء الأخضر للقصر يُعرف بتسمية "حديقة الأميرة صُوفيَا" ولا يفتح في وجه العموم.

 

عبد الله بُوصوف، الكاتب العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، قال في تصريح لهسبريس إنّ الإفطار المنظّم من لدن الـUCCIC يكتسي صبغة الأهمّية لأنّه أوّل إفطار ينظّم بأوروبا بتعاون مع هيئة حكومية، والتي هي بلديّة كَاتَالُونيا.. وأضاف ضمن ذات التصريح بأنّ وضع القصر الملكي ببرشلونة رهن إشارة هذا الحدث له رمزيّته في الاعتراف بالمغاربة وجهودهم، وباندماجهم التام ومواطنتهم، وكذا الاعتراف بمكانة الإسلام في البلد والمدينة.

 

الكاتب العام للـCCME قال إنّ الإفطار الذي احتضنته برشلونة "سيعمل على تسهيل التعايش، زيادة على خدمته بناء جسور تحمل الخير لهذا المجتمع كما للمغرب والمغاربة"، بينما لم يخف بوصوف تأثره بالخطوة وهو يزيد: "نثمن هذه المبادرة التي شاركنا فيها من أجل التشجيع، ونتمنَّى نقل هذه التجربة إلى مدن أوروبيّة أخرى".

 

وافتتح "بيدرَالبِيز" بشكل رسمي من طرف العاهل الإسباني ألفونسو الثالث عشر، في العام 1926 بعدما أعيدت تهيئة هذا الصرح العمراني طيلة السنوات الـ6 التي استغرقتها الأشغال، في حين كان تشييده الأوّل قد تمّ خلال سنين القرن الـ18.. ولا تستغل القاعات المتواجدة داخله إلاّ ضمن المواعيد التي ينظر إليها رسميا باعتبارها ذات أهمّيّة بمستويات فوق العادَة.

 

إنريك بِيندريل، وهو المدير العام للشؤون الدينية بالحكومة المحلية لكتالونيا، قال إنّ تنظيم إفطار مغربيّ بداخل الـ"بِيدرَالبِيز" قد لقي تأييدا كبيرا للفكرة دون أي تحفّظ.. وزاد ذات المسؤول، ضمن شقّ من كلمته التي ألقاها على هامش الإفطار أمام المدعوّين، "نؤمن بأنّ لهذه الخطوة دلالات مقترن بالتعدد الديني والتنوع الثقافي المُعاش بالمنطقة، ونرى بأنّها حافز إضافيّ من أجل تعزيز الممارسة العقديَّة وسط جوّ من الحوار وتقبل الآخر مع الانفتاح عليه".

 

بوحُوريّة عتيقة، الناطقة الرسميّة باسم اتحاد المراكز الثقافيّة الإسلاميّة بكتالونيا، صرّحت بأنّ حلف الإفطار المنظّم وسط رمزيّة القصر الملكي ببرشلونة لا يمكن أن يكون إلاّ إقرارا رسميا بجدّية UCCIC والأنشطة التي دأب على القيام بها، كما أنّه تحفيز لذات الاتحاد من أجل عطاء أكثر ونشاط أكبر.. كما قالت بوحُوريَة إنّ الإفطار الرمضانيّ ببِيدرَالبِيز يبرز الوجه المشرق للديانة الإسلامية والمسلمين بكَاتَالُونيَا بإقرار من الضيوف الوازنين، من غير المسلمين، عبر تلبيتهم الدعوة.

 

وحجّ إلى "إفطار بِيدرَالبِيز" ما يقارب الـ300 من ضيوف اتحاد المراكز الثقافية الإسلاميّة بكتَالُونيَا، وغالبيتهم تقترن بأداء ذات المراكز الكائنة ببرشلُونَة والنواحِي، زيادة على جمعويّين ونشطاء سياسيّين وفاعلين ثقافيّين وصحفيّين.. كما لبَى دعوة المنظّمين وَافدِون مسيحيّون ويهُود.. فيمَا عرف نفس فضاء القصر الملكي، لأوّل مرّة في تاريخه، إقامة صلاة جماعيّة وسط ردهته، حيث كانت خاصّة بوقت المغرب.

 

عبد اللطيف البكدوري، مدير ديوان الوزير المغربي للأوقاف والشؤون الإسلامية، اعتبر أنّ الحوار والتضامن هما، أوّلا وقبل كل شيء، حالة نفسيّة.. وفسّر أمام الحاضرين، في كلمة ألقاها وسط حفل الإفطار، بأنّ "رمضان يتطلب من المؤمنين استغلال روحانية الشهر للانزياح من العزلة والانغلاق إلى الترحاب والتضامن".. كما استرسل بقوله: "رمضان يجعل الصائمين محترِمين للآخرين ومشجِّعين للتآخي، أمّا العيش مع من يؤمنون بمعتقدات أخرَى فهو محفز لبذل مجهودات من أجل معرفتهم ومعاودة اكتشافهم. فالأهمّ هو تحقيق تبادل الأحاديث إلى جوار تبادل التضامن".

 

فريق من النادلين عكف على تقديم أطباق مغربيّة لشاغلي قاعتين اثنتين من فضاء قصر بِيدرَالبِيز.. وقد كان هذا الاشتغال مناسبة، لخادمي الضيوف، من أجل اكتشاف غنى الطبخ المغربيّ وتنوّعه، خاصّة وأن فريق العمل تشكّل من كاتالانيّين .. بينما سمحت الفرصَة للمستضافين، من غير المغاربة، بالتعرف على العادات الغذائيّة التي تُعتمد خلال الإفطارات الرمضانيّة للقادمين من الضفة الجنوبيّة للبحر الأبيض المتوسط.

 

الكاتب العام لاتحاد المراكز الثقافية الإسلاميّة بكاتالونيا، يونس الحرّاق، صرّح لهسبريس بقوله إنّ مبادرة الإفطار الجماعي، التي تعدّ فعلا عاديا خلال شهر رمضان لدى المسلمين، لها أثر آخر حين تقام في حضور المدبرين بديار الهجرة.. وأضاف: "هذا تعريف بالإسلام والمسلمين، زيادة على إبراز دور الصيام في السلوكَات المشجعة على التعاون الذي ينعكس بالخير على الكلّ".

 

أمّا الإمام والخطيب محمّد الدبّوزي، وهو الناشط الجمعويّ أيضا، فقد اعتبر بأنّ ولوج الـUCCIC إلى قصر بِيدرَالبِيز يعدّ إقرارا بالجهود التي بذلها اتحاد المراكز الثقافية الإسلامية بكاتالونيا من أجل الرقي بالعمل الجمعوي الإسلامي وإعطاء صورة مشرفة عن المسلمين الذين يعيشون ببرشلونة وضواحيها.. كما زاد: "رسالة الاتحاد توضح بأن المسلم يستطيع التعايش مع المضيف، وأن يتمثل الإسلامي الحقيقيّ بوسطيته واعتداله..".

 

عن موقع هيسبريس

 

 

 

الصحافة والهجرة

Google+ Google+