نعِيمَة الوَزّانِي .. مُحاميَة مَغربيّة في المحاكم الإسبانية

الإثنين, 21 يوليوز 2014

حين شدّ والدها الرحال صوب برشلونة لأجل العمل لم يكن يعلم أنّه سيلتقي طالبة إكوادوريَّة تشاركه طريق الحياة وتُثمر له بنتا لها كفاءتها الخاصّة.. إنّها شابّة بثلاث جنسيات، لكنّها لا تعلن نفسها إلاّ مغربيّة ناطقة بثقافة البلد ولسان أهله.

ولدت نعيمة الوزّاني ببرشلونة، قبل 30 عاما من الحين، من أمّ إكوادُوريّة وأب مغربيّ منحدر من مدينة تطوان.. إلاّ أن مشيئة الأبوين نقلتها صوب شمال المغرب حيث عاشت لـ12 عاما قبل معاودة قصد الأرض التي رأت فيها النور.

وحرص أقارب نعيمة على إحاطتها بكامل الرعاية خلال سنوات تمدرسها الأساسيّ بالمغرب، ووعيا منهم أنّها سليلة زواج مختلط، فقط ارتأوا تشبيعها بالثقافة المغربيّة وتعليمها اللغة الدارجة للبلد، زيادة على ثقافة الوطن وتعاليم الإسلام، قبل معاودة إرسالها لحضن أسرتها الصغيرة بكتَالُونيا.

 بين تطوان وبرشلونة

تقول نعيمة الوزّاني إنّ أفضل أيّام حياتها قد قضتها بالمغرب، وتزيد أنّها تحتفظ، من خلال الأعوام الـ12 التي قضتهما بتطوان، بذكريات جيّدة رغما عن سوء نطقها الحالي بالدارجة المغربيّة التي تلقت أولى مبادئها من أسرة أبيها.

وتكشف الوزّاني، التي تشتغل اليوم محامية مختصّة في المجال المالي بكتالونيا، عن شديد ارتباطها بالمغرب كوطن لها، معلنة أنّ ذلك الاقتران الوجداني يثبت بالفترات العديدة التي حرصت خلالها على التنقل نحو المغرب، على عكس بلد أمّها، الإكوادور، الذي تتوفر به على عائلة لم تزرها غير مرّة فريدة في حياتها.

عين على القضاء

بعد فلاحها في نيل شهادة التعليم الابتدائي بالمغرب، التحقت نعيمة ببرشلونة من أجل استكمالها للمسار الدراسي الإعدادي والثانوي.. وتقرّ ذات المغربيّة الإسبانيّة الإكوادُوريّة بعدم مواجهتها لصعوبات جراء دراستها بتطوان، لتشدّد على أن ما تخلت به من جدّية قد وجهها صوب النجاح لتنال الباكلوريا بسلاسة.

اختارت الوزّاني خوض غمار التكوين القانوني بمرحلة دراستها الجامعيّة، إذ استمرّ ذلك لـ5 سنوات كاملة بهدف الاتجاه إلى سلك القضاء.. فنعيمة كانت تحلم بذلك منذ صغر سنّها، وعملت لأجل تحقيق ذلك بكل ما لديها من إصرار، غير أنّها لم تفلح في اجتياز الاختبارات الخاصّة بذلك.

شرعت نعيمة، منذ عامين، على الاشتغال محاميّة لتخصص يقرن أدائها بالقوانين الاقتصادية لكتالونيا كما لإسبانيا.. باصمة على كفاءة عالية في غالبية القضايا التي تتعاطَى معها.. لتصبح واحدة من أيقونات المجال وسط زملائها ببرشلونَة.

ارتياح وطموح

تقرّ نعيمة الوزّاني بارتياحها ضمن المهنة التي تمارسها، إذ تقول بأن المحاماة هي جزء فقط ممّا كانت تصبو إليه، غير أنّها لا تكبت سعادتها وهي تزيد بأنّها فرحة للغاية ضمن موقعها الحالي في انتظار بلوغها لمصاف القضاة الذي تصبو إليه دون كلل.

وتقول "ابنة تطوان": "يجب أن أعمل بالمحاماة لـ8 سنين إضافيّة حتّى أرتقِي لما أبتغي.. فأنا محتاجة لتسميتي خبيرة في مجال القانون المالي لأجتاز امتحانات الهيئة القضايّة، وأؤكّد من الحين أنّ أدائي يشعرني أني سأحقق ذلك وبتفوّق".

نصح للمغاربة

ترَى نعيمة الوزّاني أن المغاربة الطامحين للنجاح محتاجون لتشجيعات أولاها ينبغي أن تصدر منهم.. وتزيد بأنّ الراغبين منهم في قصد برشلونة ونواحيها للتكوين مطالبون بتعلّم الكتلانيّة لا الإسبانيّة، زيادة على روح الانفتاح المطلوبة منهم للانخراط في المجالات السياسية والجمعويّة التي تختصر الطريق بهم نحو الخبرات المرادة.

وتردف نفس الشابّة بأنّ المغرب بلد له روعته الخاصّة التي ينبغي أن يدركها كل المغاربة حتّى يعملوا على الحفاظ عليها وإشاعتها صوب كل العالم.. عائدَة بذاكرتها إلى سنين الطفولة التي كانت تغادر خلالها المغرب من أجل زيارة والديها في رحلتين بالشتاء والصيف وهي تسترسل: "أنا عاشقة للمغرب، وكنت أتحيّن الفرص لكي أعود إليه كلّما غادرته لرؤية والديّ، تماما كما الحين.. إذ لا أدع وقت فراغ أتوفر عليه إلاّ ويذهب بالي نحو البلد الذي أتوفر على ذكريات رائعة تردّني إلى سحر أرضه وناسه".

عن موقع هيسبريس

 

 

الصحافة والهجرة

Google+ Google+