المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية: مغاربة العالم رافعة أساسية للدبلوماسية الثقافية

الأربعاء, 01 مارس 2017

أوصت دراسة حديثة للمعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية بإيلاء أهمية خاصة لمغاربة العالم كعنصر أساسي في الرفع من فعالية الدبلوماسية الثقافية للمملكة، بالنظر لكون الكفاءات المنحدرة من الهجرة المغربية يمكنها أن تكون رافعة للتنمية ولمراكمة الرأس المال البشري باعتباره شرطا ضروريا لتأهيل تنافسية المغرب.

جاء ذلك في دراسة للمعهد تحت عنوان « الدبلوماسية الثقافية المغربية: مقترحات لنموذج متجدد » أشرف عليه كل من الدكتور المتخصص في اقتصاد الثقافة وعلم الموسيقى، احمد عيدون، والأستاذ الجامعي محمد كنبيب، والتي أجابت عن التساؤلات المتعلقة بالكيفية التي يمكن أن يقدم بها المغرب في الخارج، والثقافة التي يجب تصديرها، والفاعلين الذين يمكنهم المساهمة في ذلك؛ من خلال دراسة مقارنة لسبع دول من قارات مختلفة.

وفيما يتعلق بدور مغاربة العالم في الديبلوماسية الثقافية توقفت الدراسة على أهمية مجلس الجالية المغربية بالخارج في هذا المجال، عبر ما أنجزه من دراسات وإصدارات علمية غطت مجموعة من المجالات المتعلقة بالهجرة المغربية (التاريخ، الرياضة، التعبيرات الفنية، الإصدارات الأدبية…)، وما نظمه من ندوات ومعارض في الموضوع، إضافة إلى مشاركته في أنشطة ولقاءات خارج المغرب، ودعم أنشطة ثقافية لمغاربة العالم، والتي أظهرت  وجود استعدادا لمغاربة للمساهمة في الدبلوماسية الثقافية.

وشددت الدراسة على أن الأجيال الجديدة لمغاربة العالم التي تتوفر على جنسية مزدوجة وعلى مستوى تعليمي عالي والمنتشرة في العديد من دول العالم يمكنها أن توفر إمكانيات معتبرة للمساهمة الفعالة في الأهداف المتعلقة بالدبلوماسية الثقافية، خصوصا وأن أغلبهم لديهم روابط ثقافية مع وطنهم الأم، « ولا يقبلون بأن يكونوا فقط مصدرا للعملة الصعبة بل يبرزون كفاءاتهم ونجاحاتهم في بلدان الاستقبال، وقد اكتسب بعضهم صيتا عالميا »، تقول الدراسة، مشيرة إلى استقبال وتكريم عدد من مغاربة العالم من طرف صاحب الجلالة في مجموعة من المناسبات.

وفي فقرة تحت عنوان « إسهامات مغاربة العالم في الدبلوماسية الثقافية »، استشهد تقرير المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية بدراسة من إنجاز مجلس الجالية المغربية بالخارج حول 25 سنة من سياسات تعبئة الكفاءات المغربية بالخارج، والتي خلصت إلى أن تعبئة الكفاءات تحتل مكانة محورية في استراتيجيات الهجرة على الصعيد العالمي، وهو ما يشكل مجالا للتنافسية لاستقطاب الكفاءات والموارد البشرية ذات التأهيل العالي، مبرزة أن المغرب بالرغم من كونه من بين الدول الأولى التي انتبهت إلى هذا المعطى حيث ينظم لقاءات مع الكفاءات المغربية بالخارج منذ تسعينات القرن الماضي، إلا أن ذلك لم يفضي إلى بلورة سياسة وطنية متناغمة تجمع كافة الفاعلين، وتخضع للتقييم والتحيين بشكل مستمر.

وفي نفس الاتجاه ذهب تقرير للمعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية صدر سنة 2013 بعنوان « من أجل استراتيجية وطنية مندمجة للتعبئة في أفق 2030 » «والذي خلص إلى أن الجالية المغربية تتوفر على كفاءات متعددة لا يتم تعبئتها بالشكل الكافي من أجل تنمية المغرب، بسبب غياب نظام مناسب لتعريف الكفاءات وكذا ضعف تكييف الحكامة المؤسساتية ».

وفي هذا السياق أكدت الدراسة على أن الاستعانة بالكفاءات المغربية بالخارج يفرض نفسه كضرورة ملحّة بما ان المغرب في حاجة إلى عدد كبير من الكفاءات العالية التأهيل لمواكبة تنزيل الأوراش الكبرى للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

هيأة التحرير

الصحافة والهجرة

Google+ Google+