على غرار الكثير من النساء الفرنسيات من أصل مغربي اللائي فرضن وجودهن في بلاد المهجر، شقت ياسمينة بولتام طريقها لتحقيق طموحها للوصول الى مركز صنع القرار المحلي، بانتخابها مستشارة جماعية ، مساعدة عمدة بلدية لورمون (بوردو – جنوب غرب فرنسا) منذ سنة 2014 .
فبعد مسار دراسي عادي توج بحصولها على شهادة الباكالوريا، ومتابعتها الدراسة الجامعية لمدة سنتين في شعبة الآداب ، انخرطت ياسمينة بولتام ، المزدادة بفرنسا، في العمل السياسي في صفوف الحزب الاشتراكي الفرنسي لترسم ملامح طموح لطالما راودها في تمثيل الساكنة المحلية والاهتمام بشؤونها ، والاستماع الى انشغالاتها ومتطلباتها.
كما أن مرور جان ماري لوبين الزعيمالسابق لحزب الجبهة الوطنية المتطرف، الى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية لسنة 2002 ، تقول بولتام ذات ال42 ربيعا في بوح لوكالة المغرب العربي للأنباء " ولد لدي رغبة جامحة من أجل الانخراط في العمل السياسي، والنهوض بقيم العيش المشترك " .
وتؤكد بولتام ،المنحدرة من أسرة متواضعة من مدينة مكناس هاجرت الى فرنسا سنة 1970 ، حيث اشتغل والدها حارسا ليليا بإحدى مدارس مدينة بوردو ، قبل إحالته على التقاعد ،أنها تلقت دعما غير محدود من قبل عائلتها السياسية التي احتضنتها و تقاسمت معها نفس القناعات ضمن قيم التضامن والأخوة والانسانية .
وضمن مهامها الانتدابية ،تتولى ياسمينة بولتام ، وهي أيضا منتخبة بمجلس جهة أكيتان الجديدة منذ 2016 ، مهمة مندوبة المواطنة والجمعيات ، إذ تسعى ضمن فريق عمل وفي اطار الديموقراطية التشاركية ،الى اشاعة قيم الجمهورية الفرنسية ، التي لا تخفي تشبثها بها ، وذلك من خلال أنشطة ميدانية، ولقاءات عمومية ، تروم تحسين عيش السكان المحليين. كما تنشط في مجال مصاحبة الجمعيات في مشاريعها الثقافية ، والرياضية، والتربوية.
ولا تخفي بولتام التي تلازمها في حديثها ابتسامة مفعمة بالأمل والحيوية ، انها لا تكاد تعثر على يوم عطلة في الاسبوع ،بالنظر الى التزامها الشخصي المكثف ، بين تظاهرات ثقافية واجتماعات حزبية ، واخرى عمومية ضمن اختصاصها الانتدابي .
في هذا السياق تقول ياسمينة بولتام ، وهي أيضا كاتبة محلية للحزب الاشتراكي الفرنسي " استقبلت بشكل جيد ،وعوملت كمواطنة فرنسية، ولم أعاني من أي تهميش او اقصاء ، كما لم تعترضني أي عقبات بل على عكس ذلك تلقيت دعما ومساعدة".
بالمقابل لم تفتأ ياسمينة بولتام التي تتحدث بالكاد الدارجة المغربية ، تعرب عن افتخارها ببلدها الاصلي المغرب، الذي يسكن قلبها ووجدانها ، وهي التي دأبت على زيارته كل عام، من أجل إحياء الرحم مع الأهل والاقارب، وخاصة الجدة التي لا تبخل عليها بدعوات من قبيل "الله يعلي دراجتك " و"الله ينقي طريقك من الشوك" تقول المستشارة الجماعية ببوردو .
عبد اللطيف وادراسي
عن وكالة المغرب العربي للأنباء