أشرفت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم، مساء يوم الأحد فاتح فبراير 2015 بباريس، على تسليم أوسمة ملكية لثلاثة من ممثلي الديانات السماوية (الإسلام واليهودية والمسيحية) في فرنسا.
وهكذا، وشحت صاحبة السمو الملكي بوسام العرش من درجة ضابط كلا من خليل مرون إمام مسجد إيفري، وميشيل سرفاتي حاخام ريس-أورانجيس، وميشيل دوبوست أسقف إيفري، وذلك خلال حفل احتضنه معهد العالم العربي، وحضره، على الخصوص، رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس، ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السيد أحمد التوفيق.
وأكد رئيس معهد العالم العربي بباريس جاك لانغ في افتتاح هذا الحفل على ان تسليم هذه الأوسمة يعتبر التفاتة كريمة تجسد تفرد المغرب، البلد الذي يتميز بتشبثه بقيم التنوع والتسامح والذي يشكل بوتقة تنصهر فيها روافد مختلفة.
وأضاف ” نحتفل اليوم بحدثين اثنين يتمثلان في الصداقة التي عادت إلى مسارها بين المغرب وفرنسا، والتشبث بنفس قيم التنوع والتسامح”، مشيرا من ناحية أخرى إلى أن التظاهرة التي احتضنها معهد العالم العربي حول المغرب لاقت نجاحا تجاوز كل التوقعات؛ مؤكدا أن ” هذه التظاهرة لم تكن لتنظم لولا الدعم الشخصي والراسخ لصاحب الجلالة الملك محمد السادس”.
من جهته، أكد رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس كرم من خلال هذه الالتفاتة، ليس فقط فرنسا، بل إنه جمع بين ثلاث ديانات تتقاسم نفس الرسائل.
وأعرب عن فخره بحضوره بهذا المكان الراقي للثقافة من جل الاحتفاء بالصداقة بين فرنسا والمغرب، والتي تميزت بقوتها عبر التاريخ ومن خلال الروابط الدائمة على الرغم من بعض حالات سوء الفهم التي تم تجازوها.
أما سيرج بيرديغو الأمين العام لمجلس الطوائف اليهودية بالمغرب فقد أبرز أن هذا الاحتفال يبعث على الأمل والارتياح بالنظر إلى أنه يأتي في لحظة خاصة عقب الاعتداءات الهمجية التي شهدتها فرنسا مؤخرا.
وفي نفس الاتجاه ذهب وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية احمد التوفيق الذي قال إن هذا الحفل يكرم ثلاث شخصيات مغربية، تشجيعا لمهامها في التأطير الروحي بايفري، مضيفا أن هذه الشخصيات تشرف بلدها الأصلي في المقام الأول، ذلك أنها ظلت في صلب المغرب المعروف بتشبثه بقيم التعايش، وتتقاسم هم التقارب مع الآخر والانخراط في الحياة الجمعوية.