نشر مركز الأبحاث السوسيولوجية في إسبانيا، وهي هيئة مستقلة تابعة لوزارة رئاسة الحكومة والعدل والعلاقات مع البرلمان، ويهدف إلى دراسة المجتمع الإسباني دراسة علمية، نتائج استطلاع الرأي “باروميتر شهر شتنبر 2025” الذي يستقي آراء المواطنين الإسبان حول مجموعة من المشاكل المطروحة في المجتمع.
وبحسب نتائج الاستطلاع فقد اعتبر 20.7% من المستجوبين أن الهجرة تمثل مشكلا رئيسيا بالنسبة لإسبانيا، لتحتل بذلك المرتبة الثانية في ترتيب المشاكل التي تقلق الإسبان بعد مشكل السكن الذي جاء في الصدارة، وتقدمت بذلك على إشكاليات أخرى كجودة العمل التي جاءت في المرتبة الثالثة (17.1%)، وسلوك السياسيين (16.9%)، وحتى على الأزمة الاقتصادية (14.9%).
وإذا كانت الهجرة تثير قلق الإسبان باعتبارها واحدا من المشاكل الأساسية في البلاد، إلا أنها ليست المشكل الأول. فقراءة النتائج التفصيلية لأجوبة العينة التي اعتمد عليها الاستبيان تظهر أنه خلال التفاعل مع السؤال القائل: في تقديركم ما هي المشكلة الأساسية بالنسبة لإسبانيا في الوقت الحالي؟ وما هي الثانية؟ وما هي الثالثة؟ لم تتعد نسبة المستجوبين الذين يعتبرونها أول مشكل يواجه إسبانيا حالياً 5%، في وقت اعتبرها 9% كثاني مشكل في البلاد بعد السكن، ووضعها 6.7% من المستجوبين كثالث المشاكل.
وبتحليل عينة المستجوبين التي ترى في الهجرة مشكلاً أساسياً في البلاد اعتماداً على معيار النوع، يظهر أن هناك تكافؤا بين الرجال والنساء، بينما يبيّن معيار الفئة العمرية أن الشباب بين 25 و34 سنة هم أكثر الفئات “توجسا”من الهجرة بحوالي 26%، في حين تتراوح باقي النسب المئوية بين 20 و21%، باستثناء فئة الأشخاص الذين يتجاوز عمرهم 75 سنة، إذ اعتبر 10% منهم فقط أن الهجرة تشكل مشكلا بالنسبة لبلادهم.
من جهة أخرى، أظهر استطلاع الرأي مفارقة في الرأي العام الإسباني بخصوص الهجرة، بحيث إن اعتبارها مشكلا أساسياً بالنسبة للبلاد لم ينعكس على الشعور بتأثيرها على الأشخاص المستجوبين. إذ لم تتجاوز نسبة الأجوبة التي اعتبرت أن الهجرة تعد أول مشكل يؤثر بشكل شخصي على الأفراد 2.3%، لتحتل بذلك المرتبة العاشرة في ترتيب المشاكل التي يعاني منها الإسبان بشكل مباشر في حياتهم اليومية، والتي جاء على رأسها السكن، ثم الأزمة الاقتصادية، والصحة، وجودة الشغل، وارتفاع الضرائب، والبطالة…
يذكر أن الاستبيان الذي أجراه مركز الأبحاث السوسيولوجية في إسبانيا اعتمد على إجراء حوارات ميدانية مع عينة مجتمعية بلغت 4,122 شخصاً من عموم السكان الإسبان من كلا الجنسين، تستجيب لمعايير تنوع الأعمار والانتماءات الجغرافية والمستوى التعليمي.