رشيدة الكراني, مخرجة, بلجيكا
في هذه الحلقة من بودكاست “لقاء مع سهيلة الريكي”، نفتح نافذة على تجربة سينمائية وإنسانية فريدة، مع المخرجة البلجيكية-المغربية رشيدة الكراني، التي اختارت أن تجعل من السينما وسيلة للتعبير، للمواجهة، وللسرد الصادق لقضايا تمسها شخصيًا وتمس آلاف المغاربة في المهجر.
رشيدة ليست فقط مخرجة، بل هي صوت نسائي جريء، يحمل في طياته ازدواجية الهوية، وذاكرة مليئة بالتحديات ومواجعة مظاهر التضييق والعنصرية والتهميش.
ولدت بالمنطقة الفلامانية من بلجيكا، وتأثرت في طفولتها بحب والدها للسينما، فأهداها كاميرا صغيرة وهي في سن الثانية عشرة، ومنذ تلك اللحظة ولد عشقها للفن، رغم القيود الاجتماعية التي فرضت عليها الزواج المبكر وجعلت منها ضحية للعنف الأسري، لم تستسلم، وحولت الألم إلى طاقة إبداعية، وقررت أن تروي قصتها وقصص من يشبهونها.
فيلمها الروائي “رشيد”، حاز خلال السنة الجارية على 13 جائزة في عدة دول، وهو مقتبس من قصة قصيرة للكاتبة رشيدة لمرابط، ويتناول بأسلوب ساخر قصة شاب مغربي يبحث عن عمل في بلجيكا، ليصطدم بجدار التمييز العنصري.
اختارت رشيدة هذه القصة لأنها مكتوبة بروح كوميدية، ولأنها شعرت بأنها الأقرب لفهم تفاصيلها، كونها تنتمي إلى نفس الخلفية الثقافية والاجتماعية المغربية لكاتبتها، حيث تتداخل الهوية، الدين، والاندماج، وحاولت مزج الكل في قالب فني ذكي ومؤثر.
في هذا البودكاست، نقترب من تجربة سينمائية وإنسانية متميزة مع المخرجة البلجيكية-المغربية رشيدة الكراني، التي جعلت من السينما وسيلة للتعبير عن قضايا الهوية، الاغتراب، وحرية المرأة، مستندة إلى تجاربها الشخصية وتجارب المغاربة في المهجر.
درست رشيدة الكراني السينما في المعهد الملكي للمسرح والسينما والصوت في بروكسيل، وعملت أيضًا كصحفية تحقيقات تلفزيونية، واشتهرت بربورتاج خلق ضجة واسعة وقتها عن الإسلاموفوبيا في بلجيكا، مما منحها أدوات متعددة لفهم الواقع وسرده.
أول أعمالها كان الفيلم الوثائقي “في الظلام” عام 2015، الذي كتبت قصته بنفسها، وحقق نجاحًا ملموسًا، وهي اليوم متحمسة لصدور فيلمها القادم “في بيت أبي”، ويحكي قصة والدها وعائلتها، وتعتبره بمثابة مصالحة ذاتية مع الماضي ومع أبيها، وتتوق إلى أن تتاح لها الفرصة لإخراج فيلم جديد مستوحى من الرواية الشهيرة للكاتبة رشيدة لمرابط “احكِه لأحدٍ ما.”
رشيدة لمرابط : أول كاتبة بالفلامانية من أصل مغربي ببلجيكا!
في هذا اللقاء، نتحدث مع رشيدة الكراني عن رحلتها، عن السينما كأداة مقاومة، وعن كيف يمكن للفن أن يكسر الطابوهات.
تابعوا بودكاست “لقاء مع سهيلة الريكي” على البوابة الالكترونية لمجلس الجالية المغربية بالخارج، واستمعوا معنا إلى قصة امرأة صنعت من الألم إبداعًا، ومن التحدي رسالة، ومن السينما وطنًا ثالثًا.