شعيب مسعودي, مخرج وأستاذ مسرح, هولندا
في هذه الحلقة من بودكاست “لقاء مع سهيلة الريكي”، نأخذكم في رحلة فنية وإنسانية مع فنان لا يرى في المسرح مجرد فن للعرض، بل يعتبره أداة للتكوين، ومساحة للتعبير، وفضاءً تتقاطع فيه الأسئلة الكبرى حول الهوية، والانتماء، واللغة، والإنسان.
جمع المخرج وأستاذ المسرح شعيب مسعودي، بين التكوين الأكاديمي والاحتراف الفني في أوروبا، وبين الممارسة الميدانية والالتزام الثقافي في المغرب، ليصوغ تجربة فنية متجذرة في الواقع المحلي، ومنفتحة على العالم.
درس مسعودي الإخراج في هولندا وبلجيكا، وشارك في أعمال مسرحية وسينمائية بها، تمثيلًا وإخراجًا، حيث اكتسب أدوات احترافية دقيقة، وتعلّم كيف يُبنى العرض المسرحي من الداخل: من الفكرة إلى النص، ومن التمرين إلى الخشبة، مما مكنه من ضبط تقنيات الأداء الفني والجماعي بالاعتماد على لغة الجسد.
اتخذ مسعودي قرار العودة إلى المغرب، لا ليعيد إنتاج ما تعلّمه، بل ليعيد تأويله في سياق محلي، حيث الحاجة إلى الفن ليست ترفًا بل ضرورة، عاد حاملاً معه أدواته الفنية ورؤيته الثقافية، ورغبته في تقاسم معرفته وشغفه مع جيل شاب يحلم بالوقوف على خشبة المسرح.
في منطقة الريف، يشرف مسعودي على ورشات لتكوين الممثلين، ويخرج مسرحيات أمازيغية، في محاولة واعية منه للحفاظ على الذاكرة الثقافية وتعزيز الهوية الجماعية، وبالفعل فإنه يمتلك رصيدا محترما من المسرحيات الأمازيغية تعامل خلالها مع كتاب وممثلين مغاربة.
بالنسبة لمسعودي، فإن المسرح ليس فقط وسيلة للتسلية أو الترفيه، بل هو لغة للتفكير، وأداة للتغيير، ومنصة للحوار.
شارك قبل أشهر في إنجاح الإقامة الفنية “أنت مرآتي”، التي جمعت فنانين من هولندا، بلجيكا، إيطاليا، والمغرب، في عمل يجمع بين فنون المسرح والشعر والراب والغناء بالأمازيغية، في تجربة متعددة الثقافات، حيث تلاقحت الرؤى، وتقاطعت الأسئلة، وتفاعل الفنانون حول فكرة الانعكاس، والهوية، والاختلاف، في فضاء إبداعي مشترك وتحوّل المسرح إلى مرآة تعكس الذات والآخر في آنٍ واحد.
في هذا البودكاست، نحاور شعيب مسعودي حول رؤيته للمسرح، وعن أهمية التكوين الفني، وتجربته الفنية بين أوروبا والمغرب، كما نتحدث عن التحديات التي تواجه المسرح المحلي، عن اهتمامه بالمعمار الأمازيغي وحبه للرسم والفن التشكيلي.
تحدثنا معه عن التحديات، عن الشغف، عن اللغة، وكيف يمكن للفنان أن يكون جسرًا بين العوالم، وصوتًا لمن لا صوت له.
تابعوا بودكاست “لقاء مع سهيلة الريكي” على البوابة الإلكترونية لـمجلس الجالية المغربية بالخارج، واستمعوا إلى فنان يرى في المسرح حياة تُعاد صياغتها على الخشبة.