يستعد رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز لكتابة فصل جديد في تاريخ النادي، لكن هذه المرة ليس على أرض الملعب، بل في أروقة الإدارة. الرئيس الذي أعاد الملكي إلى عرش أوروبا يخطط لتحول مؤسسي غير مسبوق قد يضع مغربيا على رأس أكبر ناد في العالم.
منصب جديد لعصر جديد
وفقا لتقارير صحيفة “فوزبوبولي“، يعتزم بيريز استحداث منصب “الرئيس التنفيذي” لأول مرة في تاريخ النادي الملكي. خطوة ثورية في ناد اعتاد على النموذج الرئاسي التقليدي حيث كان فلورنتينو محور كل القرارات الاستراتيجية. ويهدف هذا الاستحداث إلى احترافية أكبر في الإدارة اليومية، وفصل تدريجي بين دور الرئيس والمدير التنفيذي، على غرار النماذج المتبعة في كبرى الأندية والشركات العالمية.
من هو أنس لغراري؟
الاسم الذي يتردد بقوة هو أنس لغراري، 42 عاما، المولود في المغرب. الرجل ليس وجها جديدا في عالم بيريز، بل هو “المستشار المالي الأول” والذراع اليمنى للرئيس منذ سنوات طويلة.
عمل لغراري عن كثب مع فلورنتينو في ريال مدريد وشركة ACS، ولعب دورا محوريا في صفقات استراتيجية رفيعة المستوى. كما كان من القوى الدافعة وراء مشروع الدوري السوبر الأوروبي إلى جانب بيريز.
ولغراري ليس إداريا كرويا تقليديا، بل يتوفر على مؤهلات كثيرة أيضا، فهو ممول واستراتيجي من الطراز الرفيع، ومتعدد اللغات بشبكة علاقات دولية واسعة، علاوة على أنه خبير في السياسة الرياضية والتوسع التجاري العالمي.
وتذهب صحيفة “فوزبوبولي” إلى أن هذه المواصفات تجعله مثاليا لقيادة ريال مدريد في عصر لم يعد فيه النجاح مقتصرا على الملعب، بل يمتد للأسواق والصفقات الدولية والعلامة التجارية الضخمة.
خطة الانتقال المحكمة
بيريز (78 عاما)، المعاد انتخابه في يناير 2025، تنتهي ولايته في 2029، وكل المؤشرات تؤكد أنها ستكون الأخيرة. لكنه لا يريد رحيلا مفاجئا، بل انتقالا سلسا ومدروسا. حيث ترتكز خطته على استحداث منصب الرئيس التنفيذي، ومنح لغراري صلاحيات ونفوذا تدريجيا، وتقديمه للجماهير كشخصية محورية في مستقبل النادي، من خلال بناء هيكل إداري قوي يضمن الاستقرار المؤسسي.
إرث فلورنتينو الحقيقي
لا يكتفي فلورنتينو بتركة 6 ألقاب في دوري الأبطال، إنما عينه على أن يذكر كالرئيس الذي ترك ريال مدريد جاهزا للمستقبل، بهيكل مؤسسي متين وقيادة قادرة على المنافسة لعقود قادمة، باختيار شخصية من المغرب، بلد يرتبط بعلاقات قوية مع إسبانيا ويشهد صعودا كرويا لافتا (مونديال 2030 المشترك)، يعكس أيضا رؤية عالمية لناد لم يعد إسبانيا فقط، بل أصبح علامة تجارية كبرى.








