بلغ عدد المؤيدين لصفحة على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) بعنوان “ارفع شكوى ضد فيلدرز” أكثر من 48 ألف تأييد إلى غاية مساء الخميس 21 مارس 2014. وفي موقع تويتر فإن عدد التغريدات في ازدياد متسارع، وصور الشباب الهولندي من أصل مغربي يحملون جوازات سفر أوروبية ما فتئت تنتشر بشكل أوسع في “هاشتاغ” بعنوان نحن ولدنا هنا.
أما في أرض الواقع فما زالت الانتقادات تتصاعد على حزب الحرية الهولندي اليميني المتطرف، وعلى زعيمه خيرت فيلدرز، الذي دفعته نشوته بحصول حزبه على المرتبة الثانية في إحدى المدن في الانتخابات البلدية التي عرفتها البلاد سوم الأربعاء 20 مارس 2014، إلى توجيه سهام العنصرية صوب الجالية المغربية بشكل مباشر.
وسأل فيلدرز أنصاره في تجمع خطابي بإحدى المدن “هل تريدون عددا أكبر أو أقل من المغاربة في مدينتكم وفي هولندا” وردوا “أقل أقل” فأجابهم فيلدرز “سوف نتكفل بذلك”.
وفي رد على هذا التصعيد “العنصري” قالت رابطة الهولنديين المغاربة التي تمثل 368 ألف هولندي من أصل مغربي في البلاد إنها ستقيم دعوى على فيلدرز تتهمه فيها بالتمييز وطلبت من الآخرين أن يحذوا حذوها، في حين، أعلنت محكمة في لاهاي أنها تلقت أكثر من مائة شكوى بحق فيلدرز، مشيرة إلى أن أكثر من خمسمائة وجهوا له عبر الموقع الإلكتروني للشرطة اتهامات بالتمييز.
بدوره رئيس الوزراء مارك روته عضو الحزب الليبرالي، اعتبر إن الواقعة جعلته يشعر بالمرارة، وقال للتلفزيون الهولندي إن “كل الذين يريدون المساهمة بصورة إيجابية في هذا البلد لا يهم من أين أتوا وإنما مستقبلهم”.
وفي نفس الاتجاه ذهب نائب رئيس تحرير مؤسسة “أر تي أل” للإذاعة والتلفزيون، وخرج عن الحياد التقليدي المفروض على الصحفي، وكتب رسالة مفتوحة إلى فيلدرز يقول فيها “عار عليك”.
ولم يكن يتوقع خيرت فيلدز أن تجر عليه تصريحاته “في غمرة الفرح” انتقادات من داخل حزبه إلى درجة استقالة النائب من الكتلة البرلمانية لحزب الحرية اليميني الهولندي، رولاند فان، الذي اعتبر في رسالة وجهها إلى فيلدرز أن ” الوقت حان بالنسبة له لمراجعة ضميره حيال ما يجري في حزب”، مبرزا أن تصريحات فيلدرز بشأن الجالية المغاربية حملته على مغادرة الحزب ليصبح نائبا مستقلا في البرلمان.
هيأة التحرير