بمدينة نانسي انخرط بول بحماس في الحركات المناهضة للعنصرية والفاشية مما قاده إلى المثول أمام المحاكم الفرنسية بعد أن اتهمه لوبين بالقذف لأنه وصفه في تجمع جماهيري ب”بالابن الروحي لهتلر”. برأت المحكمة بول من التهمة الموجهة إليه، وخلفت محاكمته تعاطفا وتضامنا جماهيريا كبيرين.
بول المناهض لكل مظاهر العنصرية والفاشية هو نفسه الذي ينتقد السياسة الإسرائيلية اتجاه الفلسطينيين العزل. بالنسبة له “هناك مسؤوليات مشتركة ولكن بنظري القوي يتحمل دائما مسؤولية أكبر”، معبرا عن أمله في أن يتوصل الطرفان إلى العيش في سلام “لأنه حتى إسرائيل ليس من مصلحتها أن تعيش في حالة حرب دائمة”.
في سن الخمسين قدم بول ترشيحه لوزارة الخارجية الفرنسية كمدير للمركز الثقافي للمعهد الفرنسي حيث تم تعيينه بمدينة إياسي برومانيا التي قضى بها أربع سنوات.
وفي سنة 2010 تم تعيينه مديرا للمعهد الفرنسي بليما ومندوبا عاما للمعاهد الفرنسية بالبيرو بالإضافة إلى تحمله مسؤولية منسق شبكة المعاهد الفرنسية بالبيرو.
يعتبر أن التجربة المهنية التي يخوضها حاليا بالبيرو مهمة لأنه لأول مرة يشتغل مع طاقم كبير (أزيد من 200 شخص). كما سمحت له هذه المسؤولية أن يربط علاقات مهنية مع سفارة المغرب بليما التي يعتبرها سفارة جد نشيطة ولها حضور ثقافي وتأثير بالبيرو.
علاقته الشخصية بالسفارة المغربية مكنته من إعادة مد جسور التواصل من جديد مع المغرب من خلال مساعدته على تحقيق حلمه في الحصول على جواز سفر مغربي سلمته إياه سفيرة المغرب بالبيرو أمامة عواد لحرش يوم 17 نونبر الذي صادف يوم عيد ميلاده.
هل هو القدر الذي جعل يوم حصوله على الجواز المغربي بمثابة ميلاد جديد له ودليلا على حب مستحيل لبلد زاره مرة واحدة فقط سنة 1999 منذ أن غادره أواسط ستينات القرض الماضي¿.
وكانت آخر وثيقة مغربية حصل عليها بول قبل ذلك هي جواز سفر مغربي يعود إلى سنة 1965.
عند زيارته الوحيدة للمغرب سافر إلى تارودانت ليكتشف أن هذه المدينة ظلت كما كانت في طفولته، مدينة صغيرة وهادئة وكأن عجلة الزمن توقفت عندها، في حين وجد أن مدنا مثل مراكش تغيرت كثيرا وأضحت مدينة دولية يحج إليها مشاهير العالم، ونفس الشيء بالنسبة لمدن مثل الدار البيضاء والرباط التي عرفت تقدما ونموا اقتصاديا ملحوظين.
يعترف بول أن الأسبوعين اللذين قضاهما بالمغرب غير كافيين ليقدم رأيا متكاملا عن البلد، ولكن ما أثاره هو قوة الشباب التي تبرز ظاهرة للعيان في بلد نجح في أن يتطور محافظا في نفس الوقت على تقاليده.
يقول بول “أعرف أني عاشق فاشل أعلن عن حبي دون تقديم ما يكفي من الأدلة على هذا الحب، ولكن أعتقد أنه مازال في العمر متسع لأعود إلى بلادي وأعبر لها من جديد عن حبي”.
عن وكالة المغرب العربي للأنباء