قال الباحث الهولندي رئيس معهد ليدن لدراسة الأديان بيتر فان ﻛﻮﻧينكسفلد إن الإسلام في حد ذاته لا يمكن أن يكون حاجزا للتعايش والاندماج في المجتمعات الأوروبية، مشيرا إلى وجود تيارات عنصرية ضد الإسلام والمهاجرين بشكل عام؛ حيث يتم استعمال صورة سلبية للإسلام من أجل تنفيذ أهداف عنصرية.
وأضاف أستاذ تاريخ الإسلام في أوروبا الغربية، في حوار مع الموقع الإلكتروني لمجلس الجالية المغربية بالخارج، بأن الصورة السلبية للإسلام لم تبدأ مع المهاجرين المسلمين الأوائل الذين هاجروا إلى أوروبا وهولندا، إنما هذه الصورة كانت موجودة قبل مجيء المسلمين إلى بلداننا، وكانت موجودة في الفترة الاستعمارية، بل وكانت موجودة أيضا في القرون الوسطى.
من جهة أخرى أكد الأكاديمي الهولندي بأن العلمانية ساهمت بشكل كبير في وجود الإسلام ضمن الفضاء الأوروبي، داعيا إلى ضرورة اعتبار العلمانية في الواقع الأوروبي بمثابة صديق للإسلام والمسلمين، لأنها العامل الأساس من أجل ضمان الوجود الحر للإسلام والمسلمين.
وبخصوص بعض السلوكات الغربية المسيئة للإسلام قال المتخصص في قضايا الإسلام في أوروبا، بأنه ليس مقبولا تحت غطاء حرية التعبير إهانة وإذلال مجموعة اجتماعية كالمسلمين، داعيا إلى ضرورة تطوير قوانين تمنع مثل هذا السلوك.
كما أكد بيتر فان ﻛﻮﻧينكسفلد بأنه لا يمكن انتظار الشيء الكثير من الحوار الديني لأننا في آخر المطاف نحن أمام أديان مختلفة، وهذه الأديان لا تريد أن تتحول إلى دين جديد واحد، وبالتالي يجب أن يكون الهدف من الحوار تحجيم الخلافات وتقوية العلاقات.
وفي موضوع له علاقة بالأطر الدينية في أوروبا، لاحظ الباحث الهولندي أن أغلب الأئمة لا يتقنون لغة بلدهم الذي يقيمون فيه، كما أنهم ليسوا على دراية بتاريخ هذا البلد، وهي أمور أساسية لمن يريد التواصل مع مجتمعات الإقامة.
ولم يفت كونينكسفلد أن يشير إلى أننا نشهد ولادة فئة إثنية جديدة في المجتمعات الأوروبية تسمى “المسلمون”، إذ إن المجتمع لا يضع أي فرق في لغاتهم وصورهم بين من أصله تركي وبين من أصله مغربي وبين مفهوم المسلم؛ فمفهوم “المسلم” أصبح عنوانا إثنيا في المجتمعات الأوروبية.