قدمت مؤسسة إسي إيمي(SM) الإسبانية وهي مؤسسة يقوم عملها على بلورة دراسات وبحوث في المجال الثقافي والتربوي بهدف المساهمة في التنمية البشرية من خلال الثقافة والتربية، دراسة عن الهجرة في إسبانيا بعنوان “مفاتيح اندماج المهاجرين في إسبانيا 2013”.
وأشرف على إنجاز هذه الدراسة التي تم تقديمها في ندوة صحفية بمدريد يوم الثلاثاء 10 دجنبر 2013، كل من بيدرو غونزاليز بلاسكو وهو أستاذ العلوم السياسية والسوسيولوجيا بجامعة مدريد الإسبانية ويال الأمريكية وعضو اكاديمية العلوم بنيويورك، والسوسيولوجي أنطونيو غيتيريز ريسا، أستاذ كرسي بجامعة سرقسطة الإسبانية، والخبيرة في مجال التكوين الثقافي ليانا ليخيا ميهايلا.
الأجانب في إسبانيا
من بين أهم ما خلصت له هذه الدراسة التي أجريت على عينة واسعة شملت 2349 مهاجرا من جنسيات مختلفة تتراوح أعمارهم بين 18 و65 سنة، ويقيمون بمختلف المناطق الإسبانية، أن 9 من كل 10 مستجوبين عبروا عن رغبتهم في المحافظة على تقاليد بلدهم ولغتهم الاصلية، وطالبو بإدراج اللغات الأجنبية في المقررات الدراسية، بالإضافة إلى رغبة كبيرة في الاندماج والإقامة بصفة نهائية في إسبانيا.
من خلال إلقاء نظرة على ما خلصت إليه هذه الدراسة نجد أن 25% من المهاجرين يعتنقون الديانة الإسلامية في حين تصل نسبة المسيحيين إلى 42%؛ ومعظم المهاجرين المستطلعة آراؤهم في هذه الدراسة يتحدثون الإسبانية (99%)، و44% منهم انهوا دراستهم الابتدائية بينما لم يستطع سوى 4.8% من المهاجرين إنهاء الدراسة الجامعية.
وبخصوص الإسهام الثقافي والاقتصادي للأجانب في إسبانيا فإن أزيد من 85% من المهاجرين يعتبرون ان إسهاماتهم كانت إيجابية واغلبيتهم يطالبون بالحفاظ على تقاليدهم، ولغتهم الاصلية. أما على مستوى سوق الشغل قد أفادت الدراسة على ان 52% من المهاجرين يعتبرون أن ظروف عمل الأجانب هي أسوء بقليل مقارنة مع نظرائهم الإسبان، وأهم العوائق التي تواجههم في عملية الاندماج تتمثل في البطالة.
الهجرة المغربية
باعتبارهم ثاني جالية اجنبية في إسبانيا بعد الرومانيين، وأول جالية من خارج القارة الأوروبي؛ إذ يمثلون حوالي 19 في المائة من مجموع المهاجرين في إسبانيا الذين يصل عددهم إلى أزيد من 5 ملايين و700 ألف مهاجر، تضمنت هذه الدراسة أرقام وإحصاءات عن المواطنين المغاربة المقيمين بإسبانيا، من اجل الوقوف على بعض جوانب الهجرة المغربية سواء على المستوى الاجتماعي او الاقتصادي أو الثقافي.
أبرزت الدراسة أن الهجرة المغربية إلى إسبانيا بالأساس هي هجرة، اقتصادية حيث أن اغلب المهاجرين يريدون تحسين وضعهم الاقتصادي، إلا ان الازمة الاقتصادية التي عصفت بالبلاد منذ أواخر سنة 2007 أثرت بشكل كبير على المهاجرين الذين يزاولون مهنا مقابل رواتب صغيرة، وانشطة لا تعتمد على تقوم على معارفة كبيرة.
تشير دراسة “مفاتيح اندماج المهاجرين في إسبانيا 2013” التي اعتمدت على معطيات سنة 2010، إلى ان الفئة الكبيرة من المهاجرين المغاربة قضوا في إسبانيا بين 6 و10 سنوات (37%)، في حين لم تتجاوز نسبة المغاربة الذين فاقت مدة إقامتهم في إسبانيا عشرين سنة نسبة 5% وهو ما يؤكد ان الهجرة المغربية إلى إسبانيا حديثة نسبيا مقارنة مع دول أخرى كفرنسا وهولندا.
وبالرغم من حداثة إقامتهم نسبيا في إسبانا فإن أزيد من 60% من المهاجرين المغاربة يرغبون في الاستقرار بصفة نهائية بهذا البلد الإيبيري و حوالي 30% يعتقدون بأنهم سيبدأون مسيرتهم بإسبانيا لبعض الوقت ثم يعودوا إلى بلدهم الأصلي بعد توفير مبلغ من المال؛ بينما لم تتجاوز نسبة المغاربة المستجوبة آرائهم والذين يخططون للعودة قريبا إلى بلدهم 4%.
من جانب آخر وبحسب إحصائيات الدراسة، فإن أزيد من 77% من المغاربة المستجوبين أكدوا على أن مساهماتهم الثقافية في إسبانيا كانت إيجابية، كما ان 66 % منهم قيموا إيجابا إسهامهم الاقتصادي.
محمد الصيباري
مجلس الجالية المغربية بالخارج