كشفت المنظمة الدولية للهجرة بالمغرب (OIM) في تقريرها السنوي لعام 2024، عن أرقام ومعطيات تؤكد التزام المملكة بتدبير الهجرة بشكل إنساني ومنظم، مع مواصلة الجهود لمكافحة الاتجار بالبشر وتحقيق إدماج فعلي للمهاجرين في المجتمع.
أرقام ومعطيات ميدانية
وذكر التقرير الصادر تحت شعار “التنوع في صميم أعمالنا”، أن تدخلات المنظمة خلال 2024 وصلت إلى أكثر من 36 ألف شخص في مختلف أنحاء المغرب، مع تنفيذ 26 برنامجا بميزانية تجاوزت 13,9 مليون دولار، عبر شراكات مع 21 جمعية في سبع مدن.
وقدمت المنظمة مساعدات غذائية وغير غذائية لـ 10.404 مستفيدين، ودعما قانونيا وإداريا لـ 436 شخصا، وأمنت إيواء عاجلا لـ 1.368 حالة طارئة.
وتمكن 2.196 مهاجرا، في إطار برنامج العودة الطوعية وإعادة الإدماج، من العودة إلى بلدانهم الأصلية، لاسيما من الكوت ديفوار وغينيا والسنغال ومالي، بينما استفاد 2.550 مغربيا من العودة إلى أرض الوطن، أغلبهم قادمون من تركيا.
أما عدد اللاجئين الذين تمت إعادة توطينهم، فقد ارتفع إلى 382 شخصا، مع تزايد المغادرين إلى كندا بشكل خاص.
المغرب مركز ديناميات الهجرة في إفريقيا
وفق المنظمة الدولية للهجرة بالمغرب فإن أثبتت المملكة ريادتها في حوكمة الهجرة، إذ احتضنت مؤتمر الميثاق العالمي للهجرة الآمنة والمنظمة سنة 2018، وترأست مبادرة “الدول البطلة” للميثاق، كما أعيد انتخاب المغرب سنة 2023 في لجنة حماية حقوق العمال المهاجرين، وانتُخب في يناير 2024 لرئاسة مجلس حقوق الإنسان الأممي لأول مرة.
وأظهر التقرير ذاته أن المغرب يستقبل 148.152 مهاجرا أجنبيا، بحسب الإحصاء العام للسكان والسكنى بالمغرب لسنة 2024، مبرزا أن المغرب يواصل موقعه كبلد استقبال وعبور وانطلاق في ديناميات الهجرة الإقليمية.
وفي سياق حماية المهاجرين، تمكنت السلطات المغربية من اعتراض 78.685 شخصا حاولوا العبور نحو أوروبا، وتفكيك 210 شبكات للاتجار بالبشر، وإنقاذ 14.260 شخصا في البحر.
وشكل دعم الشباب محورا أساسيا عبر برنامج “فرصتي”، الذي استفاد منه 100 ألف شاب وأفراد من المجتمع المحلي على مدى عشر سنوات، مع تركيز متزايد على ربط الهجرة بالبيئة والتغير المناخي، عبر إعداد خطط إدماج الهجرة البيئية في الاستراتيجيات الترابية.
توجهات استراتيجية نحو 2025
يؤكد تقرير 2024 التزام المنظمة الدولية للهجرة بدعم أولويات المغرب في ملف الهجرة، لضمان تدبير إنساني ومنظم للهجرة يعود بالنفع على الجميع، معزّزا مكانة المملكة كفاعل رئيسي في إدارة الهجرة إقليميا ودوليا.
ويرتكز عمل المنظمة بالمغرب خلال الفترة 2024-2028 على ثلاثة محاور: إنقاذ الأرواح وحماية المهاجرين، إيجاد حلول للنزوح، وتيسير مسارات الهجرة النظامية.
كما تعتزم المنظمة تعزيز مبادرات تنقل الكفاءات في 2025، من خلال تفعيل برامج منظمة للهجرة المهنية بالتعاون مع إيطاليا في قطاع الميكاترونيك، إضافة إلى مواصلة دعم الإدماج الاجتماعي والاقتصادي للمهاجرين بالمغرب.
