أجمع مسؤولون سينغاليون شاركوا في الذكرى الخمسينية لتوقيع اتفاقية المغرب والسنغال المنظمة يوم اللأحد 23 فبراير 2014 من طرف مجلس الجالية المغربية بالخارج في إطار المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، على عمق العلاقات الأخوية التاريخية التي تجمع بين المغرب والسنغال والتي توجتها الاتفاقية الموقعة بين البلدين سنة 1964 المتعلقة أساسا بحرية تنقل المواطنين بين البلدين.

وخلال مداخلته في هذا اللقاء الذي قام بتسييره عضو مجلس الجالية المغربية بالخارج عن السنغال، محمد الفارسي، أكد وزير الوظيفة العمومية والشغل والعلاقات مع المؤسسات، السنغالي منصور سي، أهمية هذه الاتفاقية التي تبرز الرؤى الاستراتيجية للبلدين حول القضايا المشتركة المتعلقة بحركية الأشخاص والممتلكات.
ودعا الوزير السينغالي إلى التوسع في هذه الاتفاقية عبر التطرق إلى مسألة التغطية الاجتماعية لعمال البلدين في المغرب والسنغال، خصوصا الذين يشتغلون في القطاع الغير مهيكل، من أجل مرافقتهم وتقوية مكانتهم وحمايتهم.
“بين المغرب والسنغال تاريخ اخوي ولا يمكنه سوى ان يتقدم ويتطور، وهذه الذكرى تدفعنا الى التفكير فيما يجب القيام به حتى يتمكن العمال وعائلاتهم اينما كانو من الاستفادة من التغطية الاجتماعية” يضيف منصور سي.
من جهته استعرض وزير الدولة السابق في الشؤون الخارجية، شيخ تيدان غاديو، عمق العلاقات التي تربط المغرب بالسنغال، ودعا الى بلورتها في توحيد الدول الإفريقية و حسن تدبير مواردها الطبيعية والبشرية لمواجهة التحديات المفروضة عليها.
ودعا وزير الخارجية السنغالي السابق إلى عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي والوقوف في وجه كل من يسعى إلى جعله بعيدا عن دول إفريقيا، “يجب على المغرب العودة الى افريقيا من اوسع الابواب والطريقة الوحيدة لذلك هي تجميد هولاء الذين عملوا على اخراج المغرب من هذه المنظمة، كما أن الاتحاد الافريقي في غياب دولة مثل المغرب، أبان عن ضعفه في حل ازمات الدول الافريقية” يوضح تيديان غاديو.
وعن موضوع تدبير الهجرات في الدول الإفريقية توقف الدبلوماسي السنغالي السابق ورئيس المعهد الإفريقي للدراسات الاستراتيجية، على نماذج بعض الدول الآسيوية التي سخرت مجهوداتها في استقطاب مواطنيها في الخارج من ذوي الكفاءات العالية من أجل الاستثمار في بلدانهم الأصلية والمساهمة في تنميتها، مشددا في نفس الوقت على البدء بتحسين ثلاثة قطاعات أساسية هي الفلاحة والتعليم والصحة، لتسهيل التنمية الاقتصادية.
أما منسق المنتدى الاجتماعي السنغالي، مامادو ميغاني ديوف، فقد عبر عن أسفه لاستمرار غياب المغرب عن الاتحاد الإفريقي. وأكد في كلمته على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين والتي يجسدها الحضور القوي للجالية السنغالية في المغرب وكذا للجالية المغربية بالسنغال، وكذا العلاقات الروحية التي رسختها الزاوية التيجانية، داعيا إلى استغلال هذا الموروث من أجل استكمال المسار سويا ومواجهة التوترات التي تواجه البلدين وتواجه القارة الافريقية عموما.
وعرفت المائدة المستديرة حول خمسينية اتفافية المغرب والسنغال حضور مدير التعليم العالي السنغالي، عمر سوك، الذي قدم معطيات عن الشراكة الاستراتيجية التي تجمع المغرب بالسنغال في مجال التعليم العالي منذ ثلاثين سنة؛ وذلك من خلال تخصيص منح دراسية للطلبة السينغاليين من أجل الدراسة في الجامعات والمعاهد العليا المغربية، ونفس الأمر بالنسبة للطلبة المغاربة، ناهيك عن وجود عدد لا بأس به من الطلبة الذين يختارون إحدى الدولتين لاستكمال مسارهم الدراسي.
وأبرز المسؤول السنغالي أهمية هذا التبادل في تنمية البلدين، مطالبا بالزيادة في عدد المنح المخصصة للطلبة، وكذا بتوجه المعاهد العليا المغربية لفتح فروع لها في السنغال من أجل تكوين طلبته هناك.
كما حضر هذا اللقاء مدير ديوان وزير الشباب وتعزيز القيم المدنية السنغالي، الذي دعا الى تشجيع شباب البلدين على الاطلاع على مضامين هذه الاتفاقية التي يمكنها ان تكون نموذجا يساعد على التنمية الاقتصادية، أخذا بعين الاعتبار الميكانزمات اللازمة للاستفادة من لتفعيل بنود هذه الاتقافية.
ووفي الجانب المغربي، مثل وزاة التشغيل والتكوين المهني في هذا اللقاء، عبد القادر لعلج الذي عبر على أهمية العمل المشترك لمواصلة التعاون الثنائي بين البلدين الذي تؤطره هذه الاتفاقية ومواجهة إشكاليات اغمرتبطة بالشغل وخلق فرص العمل مع ضرورة لوضع الميكانيزم اتالمرافقة لتطبيق الأهداف المشتركة. وأبرز لعلج أن الرهانات المرتبطة بقضايا الهجرة تفرض تظافر الجهود من اجل وضع ارضية مشترة للدفاع عن هجرة مبنية على الكرامة وحقوق الاشخاص تساهم في التنمية المحلية.
وفي ختام هذا اللقاء قال الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، عبد الله بوصوف، إن هذه الاتفاقية تدخل في إطار التعاون الأخوي بين البلدين الشقيقين، و تفتح المجال للمستقبل.
وأبرز بوصوف التزام المجلس بنشر مضامين اللقاءات التي تم تنظيمها خلال مشاركة المجلس في هذه الدورة التي تحتفي بدول غرب إفريقيا، والعمل على خلق فضاء للتبادل والحوار، لتعميم الخبرات مع مجموع الدول الافريقية التي لها مواطنون في المغرب وكذا الدول التي بها مواطنون مغاربة، من اجل بلوغ حلم النهوض بالقارة الإفريقية.
هيأة التحرير

Exit mobile version