عندما يتعلق الأمر بالشباب والسياسة أو بالمشاركة السياسية للشباب فالإجابة واحدة ليس فقط في المغرب بل حتى في فرنسا وبلجيكا وإيطاليا.
فخلال مشاركتهم في مائدة مستديرة بعنوان “الشباب والسياسة” برواق مجلس الجالية المغربية بالخارج في المعرض الدولي للنشر والكتاب، يوم الخميس 20 فبراير 2014 تحدث عدد من الشباب المغاربة أو المنحدرين من أصل مغربي والمنخرطين في العمل السياسي في دول الإقامة، عن أهم الإشكاليات التي تواجه انخراط الشباب في العمل السياسي، كل من وجهة نظر البلد الذي يتواجد به، وحاولوا تقديم بعض الأفكار التي قد تشجع الشباب على العمل السياسي.
وضع عام
بالرغم من اختلاف الدول التي يعيشون بها ووجود فوارق متباينة بينها وبين المغرب إلا أن الإشكالية التي اتفق عليها جل المتدخلين في هذه الندوة هي ضعف انخراط الشباب في العمل السياسي.
بالنسبة لعمر العلوي وهو شاب مغربي مقيم بالمملكة المتحدة وعضو المجلس الوطني لحزب سياسي مغربي، فإن
البنية الحزبية بالمغرب التي يطبعها “الشعبوية” و”الزبونية” هو ما يبعد الشباب عن السياسة وليس السياسة في حد ذاتها، وهو نفس الأمر الذي أكد عليه امجيد الكراب المستشار الإعلامي وعضو الحزب الاشتراكي الفرنسي، الذي قال في مداخلته إن وجود عدد قليل من الشباب الذين يمارسون السياسة في المغرب هو عدم منح الفرصة لهؤلاء الشباب داخل الأحزاب التي ينتمون إليها، وذلك راجع بالأساس إلى غياب انتقال المسؤوليات إلى الشباب في الحياة السياسية.
أما إبراهيم ليتوس، وهو أستاذ بجامعة لوفان الكاثوليكية ببلجيكا، فاعتبر أن سبب هذا النفور يرجع إلى التعريف الذي يتم تقديمه للشباب حول السياسة، حيث إن “السياسة بالنسبة للشباب لا تختزل فقط في الانتخابات والبرلمان بل هي الاستجابة الى حاجياتهم الاجتماعية ومعيشهم اليومي” مضيفا أن السبب الذي يمنع الشباب مثلا من التصويت في بلجيكا هو اعتقادهم بأن لا شيء سيتغير، لذلك يجب إعادة الثقة لهذه الفئة في المشاركة السياسية.
ما العمل؟
في ظل هذا الوضع وجب التفكير في كيفية إعادة هذه الثقة، وهو مطلب عام يستدعي أخذ الشباب بزمام الأمور وتحمل مسؤولية فرض نفسه على السياسيين عوض الاكتفاء بفعل المطالبة، كما ذهب إلى ذلك سعيد الشعيبي، وهو شاب مغربي من مواليد 1990 تم انتخابه كأول مستشار من أصل أجنبي في مدينة تريفيزي شمال إيطاليا؛ الذي قال إن قراره ممارسة العمل السياسي جاء كرد فعل على صديق إيطالي وصفه بنعوت عنصرية ودفعه في سن 15 إلى تنظيم وقفة ضد العنصرية كانت سببا في ولوجه العمل السياسي.
وهو نفس التغيير الذي أبرزه مجيد الغراب كحافز لولوج السياسية كشكل من أشكال الثورة على بعض المظاهر التي يعرفها كل مجتمع، وترك الفضاء مفتوحا أمام خطاب ينشر أفكار العنصرية والتطرف ويساهم في انتشارها.
أما ابراهيم ليتوس فقد ركز على جانب التأطير الحزبي وأهمية التكوين داخل الأحزاب والاهتمام بإنشاء مراكز بحث داخل بنية الحزب باعتبار “السياسة علما قبل أن تكون اديولوجيا، وإذا لم تكن للسياسي دراية بهذا العلم فلا يمكنه ممارسة السياسة” يضيف رشيد ليتوس.
وبخصوص المغرب، يرى عمر العلوي أن دور الشباب في بلد اختار المسار الديمقراطي “لا يجب أن يقتصر فقط على توزيع المنشورات في الانتخابات أو التصفيق على خطب القيادات في المؤتمرات، وإنما يجب الاستفادة من آرائهم ومواهبه حتى لا يخسرها المغرب الذي هو في أمس الحاجة إليها”.
هيأة التحرير