تمحورت المائدة المستديرة الثانية في اليوم الثاني من أشغال اللقاء الدولي حول موضوع “الإمام وتحديات السياق الأوروبي”، الذي ينظمه مجلس الجالية المغربية بالخارج بمراكش، حول مسأة تحرير مفاهيم السلفية والمذهبية.
وخلال تمييزه بين مفهومي السلفية الحقة والسلفية المدعاة قدم الدكتور العمراوي أوجه الاختلاف بين المفهومين في قضية الايمان والاشكالات المطروحة، حيث قال إن السلفية الحقة تجعل العمل شرطا تكميليا في الايمان وليس شرط صحة، وهو ما تتعارض معه السلفية المدعاة التي تجعل العمل ركنا من اركان الايمان، معتبرا الأمر بمثابة مدخل لتكفير عامة المسلمين؛ نفس التعارض ينطبق على مسألة الجبر والاختيار، حيث تقول السلفية الحقة إن الله خالق افعال العباد والعباد يكسبون افعالهم، بينما تنسب السلفية المدعاة الافعال الى الناس نسبة مطلقة.
موضوع آخر يوضح بحسب أستاذ مادة أصول المذهب المالكي، الفرق بين المفهومين هو موضوع المرأة؛ فسلفية المنهج تجعل المراة شقيقة الرجل في الاحكام والاعمال والتكاليف، وتبوؤها مكانة لائقة، في حين تحجم سلفية الأشخاص دور المرأة و”تقصره على اشياء تافهة وتلزمها بما لا يلزمها به الشرع”.
وحدد المشرف العام على مركز بصائر في الكويت ثلاث مؤثرات تاريخية في مسيرة السلفية المعاصرة، وربطها بظهور الفكر النجدي، وعودة اجتهادات تاريخية وضعت في سياقات سياسية معينة، ثم المؤثر الثالث ربطه عثمان عبد الرحمان بكتب المودودي وسيد قطب.
هيأة التحرير