بقلم سيلفي لوسبرغ
بعـد نهايـة الحـرب العالميـة الثانيـة، كان عـى أوربا أن تعيـد بنـاء اقتصادهـا مـن جديـد. وكان الطلـب عـلى الفحم كبيرا جـدا، من أجل تشـغيل الصناعات، وخصوصــا في بلجيــكا، حيــث كان الطلــب قويــا مــن قبــل قطاعــات التعديــن والإســمنت والنســيج وغيرهــا، في محيــط يطبعــه التنافـس الشــديد مــع الـدول المجـاورة.
في 1946، نـــصت اتفاقية على إرسـال 50000 عامل إيطالي إلى بلجيكا، حيث أضحوا يشـكلون ما نسـبته 30 بالمائـة مـن عمال المناجم في 1956، عشـية وقوع حريـق غابة كازييه في مارسـينال، الـذي أودى بحياة 262 شـخص، مـن بينهـم 136 مـن الإيطاليـين. ولمـا كانــت تلــك الكارثــة قــد ســبقتها حــوادث أخــرى شـهدها المنجـم، فقـد رأت فيها السـلطات الإيطالية النقطـة التـي أفاضـت الـكأس، فرفضـت إرسـال أي مجموعـة أخـرى من شـبابها إلى المناجـم البلجيكية، وألغـت اتفاقيـة التبـادل مـع بلجيكا.
عنــد ذلــك اضطــرت صناعــة التعديــن، المتجمعـة في فيدراليــة الفحــم، إلى البحــث عــن «مصــادر» جديــدة لليــد العاملــة، فوقعــت اتفاقيــات مـع إسـبانيا والبرتغـال واليونـان… ثـم مـع المغـرب وتركيـا. وبعـد ذلـك شرعـت مناجـم الفحـم البلجيكية في اسـتقبال أعداد متزايـدة من العمال المغاربـة، وذلـك قبـل توقيـع أول اتفاقيـة عمـل بـين البلديـن في .1964