احتضن رواق مجلس الجالية المغربية بالخارج بالمعرض الدولي للنشر والكتاب اليوم 17 فبراير 2014 ندوة خاصة عن الذكرى الخمسينية لاتفاقية اليد العاملة بين المغرب وبلجيكا (1964-2014)، بمشاركة كل من آلان ڢان ڭوخت القنصل العام للمملكة البلجيكية بالدار البيضاء، ولشونڢاري كونتان من الجامعة الكاثوليكية في لوفان، وطاكيس كاكايانيس، مستشار اقتصادي وتجاري لوالونيا والعاصمة بروكسل بالسفارة البلجيكية بالمغرب، بالإضافة إلى دانيال ليبين وهو مقيم بلجيكي بالمغرب.
دار النقاش في هذه الندوة حول الاتفاقية التي وقعها المغرب في السابع عشر من فبراير 1964، المتعلقة بجلب العمالة المغربية لبلجيكا؛ حينما اتفقت حكومة البلدين على شروط وبنود تلبية حاجيات الصناعة البلجيكية من اليد العاملة، وتوظيف العمال المغاربة.
وقد كانت هذه الاتفاقية بمثابة بداية رمزية للوجود المغربي في بلجيكا، وعلامة فارقة في تاريخ الهجرة والوجود المغربي في بلجيكا.
وحول تقييمه للحضور المغربي ببلجيكا قال آلان ڢان ڭوخت، القنصل العام للمملكة البلجيكية بالدار البيضاء، أن المغاربة أصبحوا جزءا ومكونا رئيسا من النسيج المجتمعي البلجيكي الذي يتسم بالتعدد والتنوع، مشيرا إلى أن المسألة في بلجيكا لا تتعلق بقضية الاندماج إنما بمسألة التعايش الاجتماعي بين كافة مكونات المجتمع البلجيكي، ومنها المكون المغربي.
كما أكد القنصل العام أن الهجرة المغربية في بلجيكا قد نجحت في إبراز وبروز كفاءات مغربية في مختلف المجالات السياسية والرياضية والاقتصادية… وبالتالي فإن الوجود المغربي ببلجيكا مفيد للمجتمع البلجيكي.
من جانبه ذكر الباحث لشونڢاري كونتان من الجامعة الكاثوليكية في لوفان أن الهجرة المغربية إلى بلجيكا ليس عمرها 50 سنة، موضحا أن الأبحاث المعاصرة تشير إلى أن هذه الهجرة قديمة وأنها قد ابتدأت منذ عشرينات القرن الماضي.
وأشار لشونڢاري كونتان الذي يشتغل باحثا في مركز البحث ديموغرافية المجتمعات، بالجامعة الكاثوليكية في لوفان، إلى أن السلطات البلجيكية قد عملت على إدماج العائلات المغربية في السياق البلجيكي من خلال تشجيعها، منذ سنوات عديدة، للتجمع العائلي.
كما ذكر الباحث الذي أنجز دراسة عن الجالية المغربية ببلجيكا أن التشبيب سمة رئيسة في الهجرة المغربية، وأن هذا العنصر قد يساهم في تجاوز مشكلة شيخوخة المجتمع البلجيكي.
أمّا بخصوص موضوع الاندماج فأشار الباحث، الذي يعد دكتوراه حول المسارات العائلية للمهاجرين من أصل مغربي وتركي ببلجيكا، أنه إذا اعتمدنا على مقاربة مقارنة بين البلجيكيين الذي عاشوا نفس الظروف التي يعيشها المغاربة ببلجيكا؛ فسنجد أن وتيرة اندماج الجالية المغربية هي أسرع من وتيرة اندماج البلجيكيين أنفسهم، منبها إلى أن مسلسل الاندماج يتم بشكل تدريجي.
المداخلة الثالثة كانت من نصيب طاكيس كاكايانيس، وهو خبير ومستشار اقتصادي وتجاري، حيث سلط الضوء في مداخلته عن العلاقة الاقتصادية بين بلجيكا والمغرب، مشيرا إلى أن الاستثمارات البلجيكية والحضور الاقتصادي البلجيكي في المغرب قد عرف منذ بداية سنة 2000 تصاعدا ملحوظا وبوتيرة سريعة، وأن التبادل التجاري بين البلدين متوازن وفي تصاعد مستمر.
وذكر طاكيس، الحاصل على شهادة الدراسات المعمقة في الشؤون المالية من جامعة السوربون، أن الكثير من البلجيكيين ارتأوا الاستقرار في المغرب من أجل الاستثمار، وأنه سواء تعلق الأمر بالبلجيكيين الأصليين أو البلجيكيين من أصل مغربي فإنهم يتمتعون بنفس الفرص في السوق المغربية وأن المعيار الوحيد لدى المغاربة هو توفر المهنية في المشاريع الاستثمارية.
أما المحامي والمقيم البلجيكي بالمغرب دانيال ليبين، فقد تحدث عن ملاحظاته وانطباعاته حول تجربة إقامته بالمغرب منذ ثلاث سنوات، وذكر بهذا الخصوص أن آفاق الاستقرار بالمغرب واعدة بفضل مجموعة من المعطيات منها ما يتميز به المجتمع المغربي من حفاوة وكرم وحسن استقبال، وذكر أنه طيلة تواجده بالمغرب لم يشعر أبدا بأنه غريب داخل الأوساط المغربية.
هيأة التحرير