تحتضن مدينة دوسلدورف وعدة مدن ألمانية أخرى في الفترة الممتدة من 3 ماي إلى 21 يونيو 2013 احتفالات تخليد 50 سنة من الهجرة المغربية إلى ألمانيا تحت شعار “نظرة على الماضي، تقييم الحاضر وتطلعات للمستقبل”.
مغاربة غوته
يشكل تاريخ 21 مايو 1963 حدثا تاريخيا بامتياز في تاريخ العلاقات المغربية الألمانية، حين وقعت المملكة المغربية مع الجمهورية الفيدرالية الألمانية عقدا تاريخيا لجلب اليد العاملة المغربية للديار الألمانية، ضمانا للانطلاقة الاقتصادية الهائلة لهذا البلد ما بعد الحرب العالمية الثانية، أو ما يسمى في ألمانيا بـ “المعجزة الاقتصادية”.
وفي هذا السياق قرر المستشار الألماني دوندراد ادناور، مواكبة التحول الاقتصادي الذي تعرفه بلاده بجلب اليد العاملة الأجنبية، وكانت أول اتفاقية في هذا الباب تهم اليد العاملة الإيطالية سنة 1955، وجاء الدور على الإسبان بعد خمس سنوات لتليها اتفاقية مع كل من تركيا واليونان والمغرب والبرتغال وتونس بين سنتي 1961 و1965.
منذ هذا التاريخ توافد على ألمانيا الكثير من المغاربة وأسسوا بها قواعد للجالية المغربية، والتي تقدر اليوم بأكثر من 140.000 مهاجر مغربي، وهي بذلك تشكل أكبر جالية عربية بألمانيا حاليا؛ وكان لها دور محوري في تنمية بلد الإقامة ألمانيا وبلد الأم المغرب.
احتفاء بالمغرب
وبمناسبة هذا الحدث التاريخي، ستقوم منظمة الخدمات الاجتماعية والإرشادات بمدينة دوسلدورف الألمانية، بشراكة مع عدد من المؤسسات الألمانية والمغربية، بتنظيم احتفالات وأنشطة ثقافية وفنية للوقوف على إنجازات الجالية المغربية خلال نصف قرن.
يرتكز تنظيم هذه التظاهرة على ثلاثة محاور أساسية، أولها التعريف أكثر بالجالية و رصد انجازاتها، بينما يهدف المحور الثاني إلى التعريف بالتحديات التي تواجه الجالية حاليا، في حين يتناول المحور الثالث ابتكار أساليب جديدة، والتكيف مع التطورات المستقبلية للجالية، لمزيد من الاندماج و التأطير والنهضة للجالية المغربية عامة، بحسب ورقة للمنظمين.
ويتضمن الموقع الإلكتروني www.marokkanische-migration.de معلومات أكثر عن هذه التظاهرة وكذا تفاصيل الأنشطة الموازية.