قالت الباحثة في تاريخ الهجرات المغربية نحو هولندا، نادية بوراس، إن فشل سياسة اندماج الجاليات الأجنبية وبالخصوص المغربية في هولندا٬ ليس نتيجة لمشكلة ثقافية لدى هذه الجاليات بقدر ما هو نتاج للإطار الاجتماعي والاقتصادي والسياسي لبلد الاستقبال.
ونقلت وكالة المغرب العربي للأنباء يوم الثلاثاء 23 أبريل 2013 عن نادية بوراس قولها إن إن فشل اندماج الجالية المغربية بهولندا تعود جذوره لسبعينيات وبداية ثمانينيات القرن الماضي٬ وهي الفترة التي ميزتها الأزمة الاقتصادية العالمية٬ وإغلاق الحدود الهولندية مع ما تلا ذلك من تراكمات من قبيل التجمع العائلي وارتفاع البطالة في صفوف المهاجرين وبالخصوص بروز خطاب سياسوي، مؤكدة في نفس الوقت على أن أن سعي البعض لإقناع الهولنديين أن فشل سياسة الاندماج مرده للمشكل الثقافي لدى المهاجرين غير منطقي أو عقلاني.
وعملت لاهاي في السنوات الثلاثين الأولى من وفود المهاجرين على تقوية تمسك المهاجرين وبالخصوص المغاربة بثقافتهم وبلدهم الأصلي٬ مقتنعة أن ذلك سيسهل الاندماج٬ لكن ابتداء من سنوات الثمانينيات تغيرت هذه السياسة وأصبح المهاجر الذي كان يطلب منه أن يبقى كما هو أن ينسى ذاته ويصبح هولنديا خالصا.
وأضافت عضو مجلس الجالية المغربية بالخارج، أن الحكومة الهولندية لم تجر مطلقا نقدا ذاتيا أو تعترف بجزء من مسؤولية هذا الفشل في الاندماج على الرغم من أنها هي التي وضعت هذه السياسة ورعتها ودافعت عنها لسنوات عديدة، وأبرزت أن السياسيين الهولنديين وبالخصوص من اليمين المتطرف وظفوا لأغراض سياسوية تلك الأحداث لإقناع الشعب الهولندي بأن الهجرة المغربية هي مصدر كل المشاكل في المجتمع الهولندي وذلك بتواطئ مع وسائل الإعلام وأيضا بعض الأحزاب التي كانت معروفة تقليديا بدفاعها عن المهاجرين.