رشــيدة لمرابــط
بقلم طه عدنان
كانـت أول موجـة مـن المهاجريـن المغاربـة ببلجيـكا، القادمـين أغلبهـم مـن منطقة الريـف، تتكون عـلى الخصوص مـن عـمال أميـين، وقليـل منهـم المثقفـون، مـن أمثـال العـربي خطوطـا، الـذي خلـد وصولـه إلى بلجيـكا في 1964 مـن خـلال أنطولوجيـا «بروكسـل المغربية.»
ورغـم التوقـف الرسـمي للهجـرة في 1974، حافظـت بلجيـكا عـلى جاذبيتهـا للطلبـة والمثقفـين وبعـض اللاجئـين السياسـيين المغاربـة. ويشـهد حضـور عـدد مـن الكتـاب، مثـل عـلي السرغينـي وروايتـه «الليـل ولا شيء غـيره» (1987)، وعيـى آيـت بليـز، المعـروف بثلاثيـة «ابـن الخطيئـة» (2000)، عـلى هـذه الجاذبيـة.
بعــد الروايـة الأولى لكاتبــة مــن الجيــل الثــاني، ليــى الهــواري، تحــت عنــوان «زايــدة مــن لا مــكان» (1985)، تزايـدت أعـداد الحكايـات المرويـة بالفرنسـية: «في ظـل القطـرات» (2000) لصابـر العسـال، و»اسـمك عائشـة، لا جوزيفـين»! (2008) لأمينـة أولاد الحـاج، وحتـى 2022 مـع «سـانتانا» للشـابة إينـاس لمعلـم و»المجنـون حليـف الشـيطان» لريـان بنصغـير. كما أن للشعر الشفاهي والمكتوب ممثليه، وخصوصا بفضل مانزا وديوانه «اقرأ ما شطبت عليه» (2015)، وكذا نورا بليل وديوانها «البطن المرصع نجوما» .(2022)
كـما أن هنـاك شـعراء يكتبـون بالعربيـة، مثـل أحمـد الحـراوي وفاطمـة مخفـي، التـي تنـشر كذلـك قصائـد زجليـة بالدارجـة المغربيـة، وحسـين الـدراز، الـذي يكتـب الشـعر بالعربيـة وكذلـك بالأمازيغيـة. أمـا أول روايـة بالعربيـة، بحكايـة تجـري أحداثهـا في بروكسـل، فكانـت بقلـم عـلال بورقيـة، تحـت عنـوان «أبديـة خالصـة» .(2009)
وهنـاك دار نـشر، هـي دار لانسـمان، تنـشر الأعـمال المسرحيـة الفرنكوفونيـة لمؤلفـين منحدريـن مـن المغـرب، وتقـترح ترجـمات لمسرحيـات مـن الهولنديـة، مثـل «بابـا» (2015) لداليـة بنعمـر، أو مـن العربيـة مثـل «دنيـا» لطـه عدنـان .(2020)

في منطقـة فلانــدر، وبعــد الروايـة الأولى لرشــيدة لمرابــط في 2007 تحــت عنــوان «بــلاد النســاء»، جــاءت أسـماء أخــرى مثــل نعيمــة العبــدوني وفكـري العـزوزي وإيـش آيــت حمــو وناديـة دالا وآيـة ســابي ومحمــد واعـماري، لتســهم في إغنــاء اللغــة الهولنديــة بخيالهــا الأدبي.
بـين الفرنسـية والهولنديـة والعربيـة، تتداخـل الحكايـات لترسـم نسـيج الحضـور المغـربي في بلجيـكا. ومثـل شـجرة الأركان يزدهـر الأدب المغـربي في البـلاد الواطئـة، ويــزرع بــذور مواطنـة مغربيــة وارفـة الأغصــان، تزيــد المشــهد الأدبي البلجيـكي ثـراء وتوسـع مـن آفـاق الأدب المغـربي.