ذكرت مجلة “دير شبيجل” الألمانية أنه بخلاف المتوقع ، فقد استقبلت الأوساط الألمانية المختلفة إحصائيات دخول الأجانب إلى الأراضي الألمانية خلال العام الماضي بالترحيب، مشيرة إلى الفوائد التي ستعود على ألمانيا مع موجة الهجرة الجديدة إلى أراضيها .
وقالت المجلة – في تقرير بثته بموقعها على شبكة الإنترنت وأوردت وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ) أبرز معطياته- إن الإحصائيات التي أعلن عنها خلال الأيام الماضية أفادت بدخول نحو مليون أجنبي للأراضي الألمانية خلال عام 2012 ، وهو ما يفوق أعداد المهاجرين سنويا إلى ألمانيا منذ عام 1995، فضلا عن زيادة نسبة الوافدين بواقع 15 % عن عام 2011.
وأضافت المجلة أن معظم الوافدين لألمانيا حاصلين على مؤهلات تعليمية، وأن ثلثي هؤلاء الوافدين أتوا من دول أوروبية تعاني أوضاعا اقتصادية صعبة للبحث عن فرص عمل في ألمانيا، وهو ما يوفر العمالة الماهرة للشركات الألمانية التي لطالما عانت من نقص الموظفين أصحاب المهارات العالية.
وأوضحت المجلة أن فقر دول جنوب شرق أوروبا، إلى جانب أزمة الديون التي عصفت باقتصادات دول منطقة اليورو، وبخاصة دول الجنوب ، ساهمت في زيادة أعداد المهاجرين من تلك الدول هربا من نسب البطالة المرتفعة ، والتي يعاني منها الشباب ، وبخاصة حديثي التخرج ، في هذه الدول.
وأشارت المجلة إلى أن ثلثي الوافدين إلى ألمانيا أتوا من دول أعضاء في الإتحاد الأوروبي ، مثل بولندا (68 ألف وافد) ، ورومانيا (46 ألف وافد) ، والمجر (26 ألف وافد) وبلغاريا (25 ألف وافد) ، بينما شهدت أعداد الوافدين من الدول التي ضربتها أزمة اليورو تزايدا ، حيث زادت أعداد الوافدين من إيطاليا بنحو 12 ألفا ، بزيادة بلغت 40 % ، ونحو 10 آلاف وافد من اليونان بزيادة بلغت 43 % ، و9 آلاف من إسبانيا بزيادة بلغت 45 % ، و4 آلاف من البرتغال بزيادة بلغت 43 % ، ليصل صافي الزيادة السكانية لنحو 370 ألف نسمة خلال العام الماضي.
وأوضحت المجلة أن عددا من الساسة الألمان اعتبروا هذا التدفق على ألمانيا بمثابة اكتساب للمزيد من العقول ، معربين عن أملهم في أن تساهم هذه الأعداد من الوافدين في التخفيف من المشكلات التي يعاني منها سوق العمالة في ألمانيا.
ونقلت المجلة ، في هذا السياق، عن وزيرة العمل الألمانية أورسولا فون دير لاين قولها “كل الأطراف في ألمانيا ستستفيد من هذا التدفق نظرا لأن الموجة الجديدة من الوافدين أصغر سنا وأفضل تعليما من متوسط عدد المواطنين الألمان”، مشيرة إلى توافر عشرات الآلاف من فرص العمل في مجالات التمريض والرعاية الصحية والكهرباء وغيرها من المجالات التي تتطلب عمالة ماهرة.
كما نقلت المجلة عن رئيسة مجلس الخبراء من المؤسسات الألمانية حول التكامل والهجرة كريستين لانجنفيلد قولها بأن ألمانيا أضحت قوة جاذبة للمهاجرين صغار السن ذوي المؤهلات المتميزة في دول الإتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن وجود هؤلاء الوافدين في الوقت الذي تعاني فيه ألمانيا من نقص في سوق العمالة يعد أمر إيجابي.
وأضافت لانجنفيلد إن الأمر يمثل مشاركة للمنفعة مع كل الأطراف، ففي الوقت الذي يستفيد فيه سوق العمل الألماني من الوافدين الجدد ، فإن هؤلاء الوافدين سيحصلون على فرص للعمل وسيكتسبون المزيد من المهارات والمؤهلات، بينما ستخف الأعباء عن النظم الاجتماعية والاقتصادية في الدول التي نزحوا منها.