من فلسطين اللجوء والتهجير متوشحة كوفية العزة والكرامة… أتيت
جئت إليكم أحمل اماني اللاجئين وهموم المهاجرين
أماني اللاجئين وأماني المهاجرين… إنني اماني فلسطين
ستبقى هذه العبارات خالدة في التاريخ السياسي الأوروبي، وستبقى صورة الشابة الفلسطينية أماني الغريب، مرتدية الكوفية في ملصق انتخابي تعلن فيه دفاعها عن حقوق اللاجئين والمهاجرين راسخة في أذهان الناخب السويدي حتى وإن لم تتمكن أماني الغريب من الفوز بمقعد في الانتخابات الأوروبية المزمع عقدها في 25 ماي 2014.
عندما طلب منها تعريف نفسها خلال حوار مع إحدى وكالات الانباء، قالت أماني الغريب بالحرف: “ناشطة فلسطينية من قلب مدينة غزة ولدت وتربت وترعرعت فيها، حاولت جاهدة النضال والكفاح من أجل قضايا مؤمنة فيها إيمان تام اهمها حقوق الإنسان وحقوق المرأة تحديداَ وكيفية معالجة تلك الانتهاكات في ظل الظروف السياسية السائدة”.
وخلال استقبالها في التلفزيون الرسمي السويدي STV مؤخرا كمرشحة لحزب المبادرة النسوي Feministiskt initiativ لانتخابات البرلمان الأوروبي، دافعت الناشطة والمهندسة الفلسطينية عن المساواة بين المهاجرين والأوروبيين في المجتمعات الأوروبية، “ما يمكّن الجميع من الإنتاج في المجتمعات مع الحفاظ على هويتهم، وثقافتهم ودينهم أيضاً” تضيف أماني.
وسيسجل تاريخ الانتخابات الأوروبية أنه ولأول مرة تتقدم شابة عربية لا تحمل سوى جواز سفر فلسطيني وبطاقة إقامة في النرويج، وتترشح في حزب سويدي، من اجل هدف واحد هو تمثيل اللاجئين بأوروبا وخصوصا بالسويد ونصرة قضاياهم وحل مشاكلهم والمساهمة في تغيير العديد من السياسات التي لا تناصرهم والعمل على ايجاد مشاريع حقيقة لدمجهم بالمجتمعات الاوربية بشكل يحفظ هوياتهم.
وبالرغم من نشاطاتها المتعددة سواء في مجال عملها كمهندسة حاسوب، او في إطار نضالها الحقوقي من خلال إدارة العديد من المشاريع التي تستهدف الالاف من النساء والرجال والشباب والأطفال، سواء داخل التراب الفلسطيني او من خلال تواجدها في محافل دولية للدفاع عن قضية شعبها وشرح معانته، يبقى لتجربة التقدم للانتخابات الأوروبية طابع خاص في مسيرة الشابة الفلسطينية.
وعند سؤالها حول السبب الذي قد يجعل الأوروبيين يصوتون لها تجيب أماني بثقة : “فلسطينية شابة، تحمل فقط جواز سفر فلسطيني وإقامة نرويجية، وتعيش في النرويج وعليها أن تمضي أسبوعين في السويد للحملة، وأسبوعين كل شهر في النرويج، ما الذي يمكنها من مواجهة كل هذا وترشيح نفسها للانتخابات! بالطبع دافع ضخم للتغيير”.
محمد الصيباري