قال محمد أمزيان، رئيس أكبر مسجد مغربي بجنوب هولندا افتتح يوم الجمعة الماضي، إنّ إنشاء هذا الفضاء الديني “لم يشهد تلقي أي دعم مالي من أية جهة خارجية، خاصة من الأموال الخليجية، وذلك حرصا على استقلالية المسجد وحمايته من تأثير التيارات الغريبة عن عقيدة المغاربة”.
وجاء ذلك من أمزيان ضمن تصريح لهسبريس عقب الافتتاح الذي تمّ بمنطقة “برابانت الشمال”، بمدينة روزندال، وشهد إشراع أبواب المسجد مغربي الكبير، بحضور عبد الوهاب بلوقي، سفير المغرب بلاهاي، وعمدة المدينة ومساعديه، وبحضور كل من رئيس المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة ورئيس جمعية الأئمة المغاربة بهولندا.
ويقع مسجد روزندال الذي يحمل اسم “المركز الإسلامي المغربي بروزندال” على مساحة إجمالية تقدر بثمانية آلاف متر مربع منها 2200 تم بناؤها، والباقي عبارة عن منطقة خضراء تحيط بالمسجد فضلا عن أماكن وقوف السيارات.
وقامت بالأشغال عدة شركات هولندية، منها المتخصصة في البناء ومنها المتخصصة في التهوية والتجهيز الكهربائي والطاقة الشمسية، كما يتوفر الصرح الديني على مئذنة يبلغ علوها 22 مترا بنيت حسب المهندس الأندونيسي الذي تكلف بإنجازها بمعمار مستوحى من صومعة الكتبية بمراكش.
وقد كلّف بناء المسجد ومرافقة أربعة ملايين أورو، على امتداد ثلاث سنوات من الأشغال التي تأخرت إثر احتجاجات مفعلة من ساكنة الحي وبعض الرافضين لبناء الصرح الديني، حيث توقفت عملية البناء لمدة قبل أن تستأنف بتدخل لمجلس الدولة الذي سمح باستئناف العمل.
وفي تصريح لهسبريس قال سفير المملكة المغربية بهولندا عبد الوهاب بلوقي، إن المركز يعتبر رمزا للإسلام المعتدل والوسطي المتميز بالتسامح واحترام الآخر، ورمزا للتعايش بين الأديان والثقافات والتواصل والحوار المثمر، موردا أنها “قيم ما فتىء المغرب يعمل على تمريرها ونشرها في كل أنشطته وعبر جهوده الدولية لترسيخ علاقات طيبة بين كل أطياف المجتمع البشري” يقول بلوقي.
وشدد الدبلوماسي المغربي، على أهمية المركز الإسلامي المغربي بروزندال، الذي يتميز بهندسة معمارية يغلب عليها الطابع المغربي، وعلى دوره الفعال في إنشاء علاقات صحية مع غير المسلمين في منطقة جنوب هولندا، و”دوره الروحي والاجتماعي والثقافي والتواصلي مع الشباب بصفة عامة لإسداء النصائح و التوجيهات والعمل بكل شفافية وروح المسؤولية لإبراز ما يتميز به الدين الإسلامي من مثل وقيم ومبادىء تعمل لمصلحة الإنسانية جمعاء” يورد السفير المغربي.
من جهة أخرَى يورد أمزيان، مدير المسجد المغربي الكبير، أنّ فضاء العبادة المفتتح بمدينة روزندال هو أكبر مسجد في جنوب هولندا ويسع حوالي 1200 مصلي، “إلاّ أن أهميته ليست في حجمه ولكن في رسالته التي تتلخص في بناء جسور التواصل والثقة بين كافة المواطنين، مسلمين وغير مسلمين، وخاصة في هذا الوقت الذي لا يذكر فيه الإسلام في أوروبا إلا مقرونا بالإرهاب والقتل والذبح” يقول ذات المتحدّث.
الافتتاح الرسمي للمسجد تم يوم أول أمس الجمعة ، وقد تلته برمجة “أيام مفتوحة” لنهاية الأسبوع، وقد عرف في اليوم الأول لفتحه أبوابه إقبالا كبيرا من قبل الهولنديين، خاصة “جيران المسجد”، الذين كانوا في السابق من أشد المعارضين لبنائه وسط حيّهم السكنيّ.
