في بيتي، صور فيليب فان روز
بقلم كريستوف سوكال
لقــد أصبـح الراقــص ســيدي العــربي الشرقــاوي شــهيرا عـلى أكـثر مــن صعيــد، بوصفــه رمـزا لثقافـة متعــددة تقــف في ملتقـى الطـرق بـين الشـمال والجنـوب، وفنانـا ذو بعـد عالمـي، ورمـزا لارتقـاء اجتماعـي متميـز حققـه بفضـل عملـه وموهبتـه. وقـد أصبـح، مـن خـلال إبداعاتـه، ناطقـا باسـم تنـوع متعـدد يـزداد مـع الوقـت رسـوخا كمنبـع غنـي للإلهام. وقـد كافأتـه البـلاد عـى التزامـه هـذا خـير مكافـأة، إذ أصبـح أول بـارون بلجيـكي مـن أصـل مغـربي.
وتشـهد إبداعاتـه المتعـددة عـى ذلـك، سـواء تعلـق الأمـر بعملـه Origine أو Babel أو مؤخـرا 3S (عـن الوحـدة( أو Nomad، ولكـن أيضـا أعمالـه المشـتركة مـع مادونـا وبيونـسي وألانيـس موريسـات، أو إعادتـه لتمثيـل الكوميديـا الموسـيقية .Starmania

يعـدّ التنـوع محـرك سـيدي العـربي الشرقـاوي، بوصفـه مديـرا لباليـه جنيـف، وبتعاونـه مـع الجهـات الفنيـة عـبر العـالم، وأعمالـه التـي تسـتعين تـارة بالرهبـان المقاتلين مـن شـاولين وتـارة أخـرى بالهيـب هـوب أو حتـى براقصـين يعانـون إعاقـة ذهنية.
«في طفولتـي، كانـت والـدتي تذهـب بي إلى الكاتدرائيـة لرؤيـة اللوحـات الفنيـة. كانـت تقـول لي: «هـذا جميـل»، وبطبيعـة الحـال فقولهـا إن ذلـك جميـل جعلـه في عينـي كذلـك جميـلا. كـما أن والـدي، المهاجـر ابـن طنجـة، كان يزيـن الأبـواب في البيـت بآيـات مـن القـرآن. وقـد مكننـي الخـط العـربي مـن القـراءة مـن اليمـين إلى اليسـار والعكـس. غـير أننـي أعيـش بأكـثر بكثـير مـن مجـرد ثقافـة مزدوجـة. فلـدي الثقافـة الفلامانيـة مـن جهـة والـدتي، والثقافـة المغربيـة مـن جهـة والـدي، ولكـن لي ثقافـة ثالثـة هـي الهويـة «المهاجـرة.» وقـد عانيـت مـن هـذا في شـبابي، كـما عانيـت مـن كل «اختلافـاتي» الأخـرى، وهـذا بـدون شـك هـو مـا يغـذي عـروضي. فهـي تعكـس بالنسـبة لي الصـورة التـي يرانـا عليهـا المجتمـع والصـورة التـي نـراه نحـن عليهـا. إنـه حـوار مـن أجـل الارتقـاء بالمجتمـع جميعنـا معـا. لقـد عشـنا لمـا يكفـي في عـالم يمـلي عـى النـاس، وعـى النسـاء خصوصـا، مـا يتعـين عليهـن فعلـه». (بعـض الأقـوال مقتبسـة مـن الحـوار الـذي الشرقـاوي L’Echo(، أبريـل .(2023 أجرتـه شـارلين كـوشي مـع سـيدي العـربي