احتفل المغرب باليوم الوطني للمهاجر الذي أضحى مناسبة سنوية للوقوف على منجزات مختلف الفاعلين في النهوض بقضايا الهجرة والمهاجرين ودور ومشاركة هذه الفئة في المسلسل التنموي بالبلاد.
ويعتبر هذا اليوم أيضا، مناسبة لتقييم السياسات المتبعة ونجاعتها في حل مشاكل المهاجرين المغاربة الموزعين على مختلف ربوع المعمورة.
اليوم الوطني للمهاجر
خلال سنة 2003 تم اقرار يوم العاشر من غشت، يوما وطنيا للمهاجر والذي أصبح موعدا سنويا لإبراز الدور المتنامي لمغاربة العالم في مسلسل التنمية بالمغرب، فقد صار عدد المهاجرين المغاربة مقدرا بخمسة ملايين نسمة أي ما يقارب 15 في المائة من مجموع ساكنة المغرب، وهي الفئة التي صارت تشكل طرفا أساسيا في الدينامية التي تعرفها البلاد وتحولت إلى شريك في مشاريع ومخططات المغرب التنموية، لذلك حظيت هذه الفئة بمجموعة من المبادرات والتدابير للاهتمام بها.
دستر الهجرة
من هذه المكتسبات ما نص عليه دستور 2011 لا سيما الفصول 16 و17 و18 و163 وهي الفصول التي كرست حقوقا ثقافية واجتماعية وتنموية، كما تم إنشاء عدة مؤسسات للاهتمام بهذه الفئة على رأسها الوزارة المكلفة بالجالية المغربية بالخارج ومجلس الجالية المغربية بالخارج الذي هو مؤسسة استشارية تتمتع بالاستقلال الإداري والمالي للنهوض بمهمة متابعة وتقييم السياسات العمومية للمملكة تجاه المهاجرين وضمان حقوقهم ومشاركتهم في الدفع بعجلة التنمية السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية للبلاد، إضافة إلى مؤسسات أخرى مثل مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج ومؤسسة محمد الخامس للتضامن.
استراتيجية وطنية
وبهدف ضمان حماية أفضل لحقوق مغاربة العالم وحكامة جيدة لهذا لملف، فإن الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج منكبة بدورها على وضع استراتيجية وطنية جديدة تتعلق بالجالية المغربية في أفق 2030 تتوخى تحسين ظروف عيش هذه الشريحة وضمان اندماجها بشكل أمثل في بلدان الاستقبال. ولتشجيع أفراد الجالية المغربية بالخارج على الاستثمار أكثر في بلادهم تم التوقيع بالأحرف الأولى سنة 2012 على اتفاقيتي شراكة، الأولى: مع البنك الشعبي المركزي لمواكبة هذه الفئة في إحداث مقاولاتهم، أما الثانية: مع الخطوط الملكية المغربية للاستفادة من عروض تفضيلية، كما أنه أصبح بإمكان مغاربة العالم الانخراط في نظام التقاعد بالمغرب في إطار اتفاقية وقعت مع صندوق الإيداع والتدبير من أجل تغطية تتلاءم ومتطلباتهم.
موسم العبور
الاحتفال باليوم الوطني للمهاجر يتزامن كل سنة مع عملية العبور التي تعرف توافدا كبيرا للمهاجرين المغاربة، إذ بلغ عدد الذين دخلوا المملكة هذه السنة عبر ميناء طنجة المتوسط وحده منذ انطلاق عملية “مرحبا” وإلى غاية الثالث من شهر غشت الجاري أزيد من 400ألف مسافرا أي بارتفاع بنسبة 15 في المئة مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية، وهو ما يعكس انتعاشا في نسبة المهاجرين الذين يقصدون المغرب للعطلة، وذلك بعدما تراجعت هذه النسبة بسبب الأزمة الاقتصادية التي عرفتها بعض البلدان الأوروبية في السنوات الأخيرة.
