عرفت مدينة الناظور الجمعة 15 غشت 2025 افتتاح المعرض المتنقل: “بلجيكا بلادي: تاريخ بلجيكي مغربي”.
وفي كلمته الافتتاحية، ذكر إدريس اليزمي رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج أن السنة الماضية 2024 تزامنت مع الذكرى الستين لتوقيع اتفاقية اليد العاملة بين المغرب وبلجيكا؛ حيث عرفت ستينات القرن الماضي صراعا بين عدة بلدان أوروبية لعقد اتفاقيات تخص جلب اليد العاملة من المغرب ومن دول جنوب أوروبا كإسبانيا والبرتغال.
وأوضح اليزمي أن هذا الأمر يدل على الدور الكبير الذي لعبه المهاجرون والجالية المغربية بشكل عام في تنمية أوروبا.
ومن بين المفارقات، التي سلط اليزمي الضوء عليها، ما يعرفه الحديث اليوم عن الهجرة، في العديد من البلدان الأوروبية، من استعمالات في الصراعات السياسية والسياسوية، عكس ما حدث في الماضي؛ حيث كان الصراع محتدما بين الدول الأوروبية لجلب اليد العاملة المهاجرة من أجل إعادة بناء أوروبا.
وذكر اليزمي، في هذا السياق، أهمية المعارض التاريخية في إبراز -للرأي العام الأوروبي والعالمي- الدورَ الكبير للمهاجرين في تنمية بلدان الشمال.
فالاشتغال، في رأي اليزمي، على تاريخ الهجرة في منطقة الريف وفي مناطق أخرى من المغرب يكتسي أهمية كبيرة؛ خاصة وأن هذه الجالية حاضرة في أغلب بلدان العالم.
وفي هذا الصدد عرّج رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج على أهم التحولات التي تعرفها الجالية المغربية، منها: عولمة الهجرة، والتأنيث حيث نجد أن حوالي نصف المهاجرين المغاربة من النساء، وبروز أجيال جديدة نشأت وترعرعت في البلدان الأوروبية؛ هذا التحول الذي يطرح بعض الإشكالات خاصة المرتبطة بمقتضيات الانتماء المزدوج.
كما ذكر اليزمي تحولا آخر يتمثل في تطور المستوى الثقافي لمغاربة العالم؛ حيث نجد أن 1 من 5 من مغاربة العالم يتوفرون على مستوى جامعي (20 %).
وهذا الأمر يحيلنا، في نظر اليزمي، إلى ما تعرفه الموارد البشرية على المستوى العالمي من منافسة متزايدة خاصة على مستوى استقطاب الأطر الطبية والصحية.
وأكد اليزمي أن الجالية المغربية في الخارج تعدّ رصيداً مهماً جدا في هذا المجال.
وعلاقة بهذا الموضوع، أشار إدريس اليزمي إلى خطاب جلالة الملك محمد السادس في نونبر 2024؛ حيث دعا جلالته إلى تعزيز مساهمة مغاربة العالم في مختلف الأوراش والمشاريع التي تقوم بها المملكة.
وعودة إلى المعرض المتنقل: “بلجيكا بلادي: تاريخ بلجيكي مغربي”، ذكر اليزمي أن هذا المعرض يُذكّرنا بأهمية الهجرة في منطقة الريف وبدور المغاربة الذين هاجروا إلى الخارج.
وتحدث اليزمي عن العلاقة القديمة بين أبناء هذه المنطقة والهجرة، والتي تعود إلى أواسط القرن 19 حيث كانوا يهاجرون إلى الجزائر التي كانت مستعمرة فرنسية، وأن تنمية منطقة وهران تعود بشكل كبير إلى المساهمة الكبيرة للعمالة الريفية والأندلسية.
وهذا المعرض المتنقل، يضيف اليزمي، يُبين بشكل واضح الدور الذي لعبه أبناء هذه المنطقة في تنمية المجتمع البلجيكي وتوفير حياة كريمة لأبنائهم.
وبيّن اليزمي أن هؤلاء الأبناء يساهمون حاليا في إثراء ثقافة المجتمع البلجيكي، وكذلك في إثراء ثقافة المجتمع المغربي.
يُشار إلى أن هذا المعرض ينظمه مجلس الجالية المغربية بالخارج بمساهمة كل من عمالة إقليم الناظور، ووكالة تهيئة موقع بحيرة مارشيكا، وجماعة الناظور، ومركز الدراسات التعاونية للتنمية المحلية(CECODEL )، وجمعية تسغناس للثقافة والتنمية (ASTICuDE )، نادي الريف للسينما ومنتدى خِريجي بلجيكا.
وسيكون هذا المعرض متاحا للزيارة على كورنيش الناظور من 15 إلى 24 غشت 2025.