أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عن توفير 997 مركزا بمختلف جهات المملكة لاحتضان عملية الإرشاد الديني والتوعية لأبناء المغاربة المقيمين بالخارج ستنفذ في إطار موسم “مرحبا، صيف 2025″، وذلك من 20 يوليوز إلى 20 غشت 2025.
أهداف ومقاصد المبادرة
تهدف هذه البرامج، طوال فترة استقبال المغاربة المقيمين بالخارج ضمن “مرحبا 2025″، إلى تعزيز الارتباط الديني والثقافي مع المغاربة المقيمين بالخارج، من خلال توزيع المصاحف المترجمة (بالفرنسية، الإسبانية، والإنجليزية) في مختلف الأقاليم المغربية.
تأتي هذه المبادرة ضمن سياسة الوزارة في العناية بالدين وبالهوية الوطنية التي تجمع أبناء الجالية أثناء زيارتهم للوطن.
مضمون النشاطات
خلال فترة العملية، تنظم الوزارة سلسلة من الأنشطة التوعوية والدينية المتنقلة في المدن والمراكز الحدودية، تستهدف القادمين من الخارج، وبحسب تفاصيل هذا البرنامج تحلّ جهة الشرق في صدارة الجهات باحتضانها ما مجموعه 443 مركزا لتحفيظ القرآن الكريم، تليها جهة طنجة ــ تطوان ــ الحسيمة بـ 213 مركزا، بينما تحتضن جهة الدار البيضاء ــ سطات 160 من هذه المراكز، متبوعة بباقي جهات المملكة على الشكل التالي: جهة سوس ب71 مركزا، تليها جهة كلميم واد نون بـ 32 مركزا، ثم وجهة مراكش 27 مركزا، وجهة فاس 21 مركزا، أما جهة بني ملال خنيفرة فخصص لها 19 مركزا، وفي الأخير جهة درعة تافيلالت بـ11 مركزا.
يتم توزيع نسخ المصحف المترجمة، وتوفير كلمات توجيهية وتوجيهات دينية بهدف ترسيخ القيم الإسلامية في نفوس الزائرين.
بالإضافة إلى التعريف بالمشروع الوقفي “الدار الكبيرة” وفتح الباب أمام المساهمات فيه من غير السندات الوقفية.
كما يشمل صبحيات ترفيهية وأمسيات للمديح والسماع النبوي، ولقاءات تواصلية، ونصب خيمة تواصلية بميناء طنجة المتوسط تضم فضاءات تواصلية وتعريفية وتوعوية وترفيهية، إلى جانب ورشات للأطفال في فن الخط العربي والمغربي”
دلالة المبادرة
تأتي هذه العملية ضمن المضي المستدام لوزارة الأوقاف في تعزيز التواصل مع الجالية المغربية بالخارج، وتوجيه رسائل دينية وثقافية تراعي حاجياتهم الروحية والهوية المغربية.
كما تعكس اهتمام الوزارة بـ تقديم خدمات دينية متكاملة خلال موسم العودة إلى الوطن، تُسهم في حياة روحية متينة لكل مغربي ومغربية زار بلاده خلال فترة الصيف.
مشروع “وقف الدار الكبيرة للأيتام”
جديير بالذكر أن مشروع “وقف الدار الكبيرة للأيتام” يعزز الرعاية الاجتماعية في إطار تفعيل استراتيجية النهوض بالوقف “رؤية 2032″، الذي يندرج ضمن برنامج تأهيل وبناء مؤسسات اجتماعية وخيرية وقفية.
ويهدف هذا المشروع الخيري إلى تقديم دفعة قوية للبنية الاجتماعية بالإقليم، من خلال إنشاء فضاء وقفي يوفر الإيواء والرعاية الشاملة لفئة الأيتام، ويضمن لهم بيئة آمنة للنمو والتعليم والتكوين.
ويقوم المشروع على أربعة محاور أساسية: أولها “الكفالة” وتهتم بـ”تأمين دعم مادي ومعنوي يوفر حياة مستقرة وكريمة لكل يتيم”. وثانيها “الرعاية” لـ”ضمان العناية الصحية والتربوية في إطار بيئة آمنة وملائمة للنمو السليم”. وثالثها “التمكين” يخص “تزويد الأطفال الأيتام بالمهارات والمعارف التي تُؤهلهم للاستقلالية والاعتماد على الذات”. وآخرها “بناء المستقبل” موجه لـ”إعداد جيل من الأيتام ليكونوا أفرادا منتجين وفاعلين في المجتمع، قادرين على تحقيق ذواتهم والمساهمة في التنمية”.
ومن المنتظر أن يُشكل المشروع، بصيغته الوقفية، نموذجا للتضامن المجتمعي المستدام، حيث يُزاوج بين البعد الإنساني والاجتماعي والتصور الاستراتيجي لاستثمار الوقف في خدمة الفئات الهشة.