في إطار الإعداد لمنتدى شباب الجاليات الإفريقية هنا وهناك، احتضن مجلس الجالية المغربية بالخارج لقاء ضم 28 من الفاعلين المدنيين المنتمين لجمعيات منحدرة من الجاليات الإفريقية في أوروبا وفي المغرب.
وتندرج هذه المبادرة في سياق عام مرتبط أساسا بالتوجهات التي أعلن عليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في خطابه الموجه إلى القمة 29 لقادة دول وحكومات الاتحاد الإفريقي المنعقدة في أديس أبابا يوم 3 يوليوز 2017، والذي أكد فيه على قدرة إفريقيا على تحويل التحديات التي تواجهها إلى رصيد من التقدم، مبرزا أن “النمو الديمغرافي الذي تشهده قارتنا، ومؤسساتها، وكذا الهجرة والشباب، كلها فرص يجب علينا جميعا استغلالها”.
وفي هذا السياق عبر الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، عبد الله بوصوف في كلمة مقتضبة نقلها للمشاركين، يوسف حجي مكلف بمهمة في المجلس، والمكلف بتنسيق هذه المبادرة، عن استعداد المجلس كمؤسسة استشارية واستشرافية، لدعم هذه المبادرة في حدود الإمكانيات التي يتوفر عليها، من أجل حث الفاعلين الشباب في الهجرة الإفريقية على اكتساب أدوات الترافع والتعبئة لصالح قضايا القارة الإفريقية وخدمة لقضايا المواطنين الأفارقة.
وقد عرف اللقاء تقديم عام للمشاركين والمؤسسات التي يشتغلون فيها وكذا الدول القادمين منها والذي أطرته الخبيرة البلجيكية المغربية في هندسة التكوين نجاة قوس، قبل أن يجتمع المشاركون في ورشات صغيرة من أجل تحديد محاور المنتدى الشباب الإفريقي في الهجرة، وكذا تاريخ ومكان انعقاده؛ كما تميز هذا اللقاء بعرض قدم فيه الخبيران في قضايا الهجرة واللجوء المغربي يونس فوضيل، والبلجيكي من أصل كونغولي بورا كانوانيا، تصورا حول التحديات والرهانات والجوانب التقنية التي يفترض أن يتطرق إليها منتدى حول الجاليات الإفريقية.
وبعد المداولات والتبادل في الورشات انتقل المشاركون إلى عملية التصويت من أجل المصادقة على المقترحات التي تمت بلورتها، وهكذا فقد تقرر تنظيم منتدى شباب الجاليات الإفريقية هنا وهناك، من 29 شتنبر إلى فاتح أكتوبر 2017، بمشاركة 80 شابا منتمين لشبكة الجاليات الإفريقية بالإضافة إلى 20 مشاركا يمثلون مؤسسات القارة.
ويهدف هذا المنتدى تحديدا إلى التموقع كمخاطب مؤسساتي أساسي لشباب الجاليات الإفريقية في الشمال والجنوب، وبلورة مقترحات وتوصيات واستشراف أنشطة ملموسة للمنتدى العالمي للهجرة والتنمية المرتقب في دجنبر 2018 بمراكش، وتجميع وتقوية حركية الشباب المنحدر من الجاليات الإفريقية من هنا وهناك عبر خلق فضاء حر ومستقل للتبادل المستمر، وتعزيز روح المقاولة في صفوف الشباب الإفريقي في الهجرة، والدفاع عن حقوقهم الأساسية من أجل مواطنة فاعلة.
ومن المنتظر أن تتمحور أشغال المنتدى حول مواضيع المقاولة التضامنية والتنمية والمواطنة؛ وقضايا التمييز والعنصرية ومعاداة الأجانب، إضافة إلى أسئلة الهوية والثقافات والإبداع، والإشكاليات المرتبطة بالهجرة واللجوء، وكذا تنقل الخبرات والمعارف.
يذكر بأن اللقاء التحضيري الذي احتضنه مقر المجلس الجالية المغربية بالخارج بالرباط عرف مشاركة ممثلي للجاليات الإفريقية خصوصا من دول السنغال والنيجر ومدغشقر والكوت ديفوار والكاميرون والكونغو وغينيا ورواندا، وكذا شباب منحدر من الهجرة الإفريقية في فرنسا وبلجيكا وبريطانيا…
هياة التحرير
