نظم مجلس الجالية المغربية بالخارج٬ يوم الاثنين 27 ماي 2013 بالرباط٬ حفلا تكريميا للكاتب المغربي فؤاد العروي الحائز مؤخرا على جائزة غونكور للقصة لسنة 2013 عن قصة بعنوان “القصة الغريبة لسروال الداسوكين” (جوليار٬ 2012).
وقال يونس أجراي٬ رئيس مجموعة العمل الثقافات والتربية والهوايات بمجلس الجالية المغربية بالخارج، في تصريحات صحفية٬ إن تكريم فؤاد العروي علاوة على أنه شرف هو في نفس الآن واجب على مجلس الجالية المغربية بالخارج الذي من مهامه تقريب مغاربة العالم من بلدهم٬ لاسيما من خلال العلاقات الثقافية”٬ مؤكدا أن المجلس سيواصل مبادراته الهادفة إلى تكريم المبدعين المغاربة عبر العالم٬ الذين يمثلون الثقافة المغربية أحسن تمثيل.
وعلى هامش هذا التكريم التقت البوابة الإلكترونية لمجلس الجالية المغربية بالخارج، الكاتب فؤاد العروي وأجرت معه الحوار التالي:
لماذا اختيار اللغة الهولندية كلغة أساسية لأعمالكم الأدبية؟
درست في فرنسا وعدت إلى المغرب مثل الجميع، واشتغلت في المغرب قبل أن أقرر الرحيل من جديد، وشاءت الأقدار أن تضعني في هولندا. واصلتُ الكتابة باللغة الفرنسية وتعلمت الهولندية وبدأت بكتابات دواوين شعرية باللغة الهولندية لأنني اعتبر أن الإقامة في بلد تجعلك لا تبذل أي جهد في تعلم اللغة فتكون لدينا فرصة رائعة لمعرفة لغة جديدة واكتشاف ثقافة أخرى. انخرطت في اللغة الهولندية بالرغم من أنني لم أتلق أي درس لتعلمها، جاء ذلك فقط عبر القراءة خصوصا قراءة الصحف وما إلى ذلك. أعتقد أن الأمر يكون أصعب على الشخص الذي يأتي إلى هولندا وهو شبه أمي لا يعرف أي لغة أجنبية، وإذا كانت لي رسالة أريد إيصالها إلى المهاجرين، فهي تعلم اللغة وتعلم الثقافة لأنه من دونهما لا يكون أي شيء.
كيف ترون صعود التيارات الشعبوية وموجات الإسلاموفوبيا في مراكز السلطة في هولندا خصوصا في البرلمان؟
علينا أن نكون منصفين. ظاهرتا الشعبوية والإسلاموفوبيا لم تأتيا من فراغ، فهما أيضا تعتبران نتيجة لبعض السلوكات التي تصدر عن بعض الأشخاص المنحدرين من الهجرة. فعلى سبيل المثال رفض البعض أن يمد يده للسلام بالرغم من كونهم موظفين في الدولة الهولندية، أو الإصرار على ارتداء النقاب وبعض الأنواع من البرقع البعيدة عن الثقافة المغربية… كل ذلك يساهم في صعود الشعبوية والإسلاموفوبيا.
لا يجب أن نتصور بأن الهولنديين أشخاص سيئون، من طبيعة الحال هنالك أفراد عدائيون مثل فيلدرز لكن هؤلاء يقومون فقط باستغلال مثل هذه السلوكات. طبعا لا يمكن أن أتسامح مع الإسلاموفوبيا التي يجب إدانتها ولا يمكن أن أسامح الشعبوية التي يجب محاربتها، ولكنني أقول بأنه علينا أن ننتبه نحن أيضا إلى الصورة التي نقدمها عن أنفسنا في أوروبا.
هل كان من الممكن للمهندس فؤاد العروي أن يصبح هو الكاتب الذي هو عليه الآن لولا هجرته إلى الخارج؟
لقد كانت لدي دائما الرغبة في الكتابة. أكيد أن مغادرة المغرب منحتني مواضيع أخرى مرتبطة أساسا بفكرة الوجود في الخارج أو في وضعية المنفى إلى غير ذلك، لكنني حتى وإن بقيت في المغرب كنت مع ذلك سأكتب إلا أنني كنت سأقوم بالأشياء بطريقة مختلفة.