أرشيف كروب 1991 , CRHOP
بقلم فتيحة السعيدي
لعبـت الحركـة الجمعويـة، منـذ عهـد باكـر في تاريـخ الهجـرة، دورا رسـميا وغـير رسـمي بـين البلديـن. ففـي البدايـة كان هنـاك الكثـير مـن النسـاء المغربيـات المفتقـرات إلى المعـالم الاجتماعيـة واللسـانية في بلجيـكا يحاولـن الخـروج مـن عزلتهـن وإعـادة خلـق جسـور بينهـن وبـين العائلـة في البلد الأصـل، ولكن أيضـا وبالتدريـج الاعتـماد عـلى القوانـين البلجيكيـة مـن أجـل تحسـين وضعهـن (مثـل قضايـا الطـلاق أو التطليـق أو الإرث أو الحريـة أو غيرهـا.) وليـس مـن المسـتغرب أن يكـون لهـذه الجمعيـات تأثـير كبـير، انطلاقـا مـن 1999 ثـم في 2004 وكذلـك مؤخـرا، في عمليـة إصـلاح مدونـة الاسرة. وهـي لا تـزال تمـارس الضغـوط بشـأن مواضيـع حساسـة مثـل الاسـتقلال المـادي والـزواج القـسري والمسـاواة بـين الجنسـين،
وذلـك بالاعتـماد، انطلاقـا مـن هنـا، عـى آليـات القانـون الـدولي وعلـى القوانـين البلجيكيـة في مجـال حقـوق النسـاء.

تشـير فتيحـة السـعيدي، وهـي ناشـطة في الجمعيـات المذكـورة، إلى كـون الجنسـية المزدوجـة، الجنســية المغربيــة وجنســية بلــد أوربي، تعطــي وزنــا كبـيرا لممثــلات تلــك الجمعيــات. فهــن كثـيرا مــا يجــدن الدعــم مــن قبــل المؤسســات العموميــة، وعـى رأســها الجماعــات الترابيــة، ولكـن أيضـا مـن قبـل مختصـين قانونيـين في المسـاعدة عـى إنشـاء المقـاولات وكذلـك مـن أجـل التربيـة والصحـة.
ويرجـع سـبب آخـر مـن اسـباب الاحـترام الـذي تحظـى بـه «أصـوات المغاربـة المقيمـين في الخـارج» هـذه وأصـوات نسـاء الجاليـة عمومـا، إلى كـون كثـير مـن الأشـخاص والجمعيـات والجماعـات الترابيـة مـن هـذه الفئـة الاجتماعيـة، فئـة المهاجريـن والمنحدريـن مـن الهجـرة، يقدمـون دعـما ماليـا ولوجسـتيا ملموسـا للمشـاريع التـي تهـم الجماعـات الترابيـة. هكـذا دخلـت كثـير مـن الجماعـات، ومنـذ عقـود عـدة، في عمليـات توأمـة حقيقيـة تهـدف إلى العمـل، رفقـة جماعـات ترابيـة، عـلى إنجـاز مشـاريع هيكليـة تتنـوع مـا بـين حفـر الآبـار وتنظيـم تدبـير النفايـات وتكويـن مؤطريـن اجتماعيـين لرعايـة الاشـخاص المعاقـين أو اليتامـى، ناهيـك عـن بنيـات الدعـم لفائـدة النسـاء مؤسسـات المقـاولات.
إنـه مثـال جميـل عـن التضامـن عـلى المـدى البعيـد الـذي أُرسـيت دعائمـه مـا بـين النسـاء والأسر البلجيكية-المغربيـة وبـين الجماعـات (مـن جمعيـات وقـرى) المحتاجـة للدعـم مـن أجـل التنميـة. ويتخـذ هـذا التعـاون شـكلا أكـر وضوحـا حـين يتعبـأ المجتمـع البلجيكي-المغـربي في مواجهـة الكـوارث، كـما وقـع مـع زلـزال الحـوز في الأطلـس في سـبتمبر .2023