دخل رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز على خط أعمال العنف التي تشهدها مدينة طوري باشيكو في جهة مورسيا، بسبب حملات عنصرية يقودها شباب إسباني بميولات يمينية متطرفة ضد الجاليات المغاربية المقيمة بالبلدة.
بيدرو سانشيز أكد في تدوينة على “فايسبوك” أن “العنصرية لا تتوافق مع الديمقراطية، وأن ما نشاهده في طوري باشيكو يسائلنا جميعا”، داعيا إلى “رفع الصوت والعمل بحزم والدفاع عن القيم التي تجمعنا، وبأن إسبانيا بلد قانون وليس بلد كراهية”.
رد فعل رئيس الحكومة الإسبانية جاء في نفس اليوم الذي قرر فيه حزبه الاشتراكي العمالي في مورسيا وحزب بوديموس اليساري رفع دعوى قضائي ضد زعيم حزب فوكس اليميني المتطرف في الإقليم بسبب شبهة جريمة الكراهية.
وفي نفس الاتجاه حمل وزير الداخلية المنتمي للحزب الاشتراكي العمالي، فرناندو غراندي مارلاسكا، مسؤولية أعمال العنف في المدينة إلى حزب فوكس اليميني المتطرف، وقال في حوار مع راديو كادينا سير، بسبب خطابات اليمين المتطرف السطحية “التي تربط بدون وجه حق الهجرة بالعنف من أجل دغدغة مشاعر المواطن”، مؤكدا في نفس الوقت وجود أزيد من ثلاثة ملايين مهاجر يشتغلون في إسبانيا ويساهمون في ازدهارها ويسمحون بتطوير سياساتها الاجتماعية.
ويشكل المهاجرون أزيد من 30 بالمائة من سكان طوري باشيكو، بحيث تضم البلدة، وفق إحصائيات سنة 2024، حوالي 13 ألف أجنبي ضمن ساكنة تقدر بحوالي 40 ألف نسمة. ويشتغل أغلب الأجانب في القطاع الفلاحي، على اعتبار أن طوري باشيكو هي واحدة من أكثر المناطق الفلاحية في جهة مورسيا، وتشكل الأراضي المزروعة أكثر من 80 في المائة من مساحة الإقليم.
وتعود أحداث طوري باشيكو، المستمرة منذ ليلة الخميس 10 يوليوز 2025 حيث قام شباب قاصرين –يعتقد أنهم من أصول مهاجرة- بالاعتداء الجسدي على شخص مسن في البلدة، مما أثار موجة عنف ضد المهاجرين خاصة المغاربة، قادها شباب إسباني بدوافع إيديولوجية وبتشجيع من تيارات اليمين المتطرف عبر وسائل التواصل الاجتماعي بهدف “التصدي للمهاجرين”.
وقد استدعى تطور الأوضاع إلى تكثيف الحضور الأمني في البلدة، وتنفيذ اعتقالات بلغ عددها بحسب السلطات الإسبانية 13 عملية توقيف، معظمهم لشباب إسبان شاركوا في أعمال العنف التي شهدتها البلدة، بالإضافة إلى ثلاثة شباب ممن يشتبه بأنهم شاركوا في الاعتداء على المواطن الإسباني، في وقت تتواصل دعوات التهدئة ونبذ العنف، أمام تنامي خطاب العنصرية وكراهية الأجانب في وسائل التواصل الاجتماعي.