سام التوزاني وبن حميدو. صورة مسرح بروكولي
بقلم جينارو بتيشي
كان عـلـى الفنانــين مــن أصــل مغــربي أن يتقنـوا فنهــم وأن يحققـوا النجـاح عـبر إبـراز مواهبهـم وان ينبغـي عليهـم أيضـا إعطـاء صـورة إيجابيـة عـن أنفسـهم كشـباب مغاربـة، وأن يثمنـوا صـورة جاليتهـم ويشــجعوا الجمهــور الواســع عــلى التعــرف بشــكل أفضــل عـلـى عائلاتهـم وأحيائهـم الشـعبية. ومـا أثقلهـا مـن مسـؤولية عـلى عاتـق هـؤلاء الشـباب الذيـن لم يتوقعـوا أن يجـدوا أنفسـهم يومـا ناطقـين باســم كل مغاربــة بلجيــكا…

مـن بـين هـؤلاء الشـباب مـن «مغاربـة بروكسـل» نذكر سـام التوزاني وبـن حميـدو ومصطـى لارغـو في الحـكي، وكـذا المجموعـات – مثـل مجموعــة «المختفــون الجــدد» أو «راس الحانــوت» – قــد تطــوروا وصـاروا مـن أسـاتذة الخشـبة الكبـار. لقـد سـاهموا بـكل نبـل، مـن خـلال مهنتهـم، في تسـهيل الاندمـاج الجيـد لمواطنيهـم مـن الجاليـة المغربيـة في المجتمـع البلجيـكي. لكـن إذا كان سـام وبـن حميـدو قـد عرفـا كيـف ينـددان بالعنصريـة والتمييـز ضـد الأقليـات في الماضي وفي الحـاضر، فإنهـما قـد عرفـا أيضـا كيـف يسـلطان الضـوء عـى الميـول الانعزاليـة وانزلاقـات الإسـلام السـياسي في بلجيـكا. وقـد لحقهـما لهـذا السـبب الكثـير مـن الانتقـاد في محيطهـما العائـلي والاجتماعـي، مـما يمكـن معـه القـول إن بنـاء مجتمعنـا المتنـوع ذي الثقافـات المتعـددة لا يـزال بالفعـل جاريـا لم ينتـه بعـد.