مازالت مواقف المستشار الألماني وزعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي فريدريتش ميرتس حول الهجرة واللجوء تثير النقاش في ألمانيا خاصة بعد تصريحاته الصحفية التي أدلى بها مؤخرا والتي دافع فيها عن سياسات حكومته التي “تصحح أخطاء الماضي في سياسة الهجرة، لكنها لا تزال تواجه “مشكلات في المشهد العام للمدن” متهما بالتالي المهاجرين بتشويه المشهد العام بألمانيا.
فبعد المظاهرات التي شهدتها مدن ألمانية من بينها برلين عقب هذه التصريحات التي وصفها المحتجون بالعنصرية والتي تزكي مواقف اليمين المتطرف، حاول المستشار الألماني التخفيف من حدة هذه التصريحات من خلال تحديد الفئة المستهدفة بكلامه وأيضا التركيز على أهمية الهجرة بالنسبة لألمانيا.
في هذا السياق شدد فريدريش ميرتس على أن المقصود بتصريحاته المتعلقة بالمشهد الحضري” أولئك المهاجرين الذين لا يملكون إقامة قانونية في ألمانيا ولا يعملون ولا يلتزمون بالقوانين السارية في البلاد” مؤكدا على أن ألمانيا ستظل في المستقبل أيضا بحاجة إلى الهجرة، ولا سيما لتلبية احتياجات سوق العمل، لكنه أوضح من جهة أخرى أنه يقصد بالمشكلة في المشهد العام للمدن.
ونقلت وسائل إعلام ألمانية من بينها شبكة دوتش فيله، عن ميرتس قوله على هامش قمة غرب البلقان في العاصمة البريطانية لندن، إن ألمانيا ستظل بحاجة إلى الهجرة في المستقبل، وهذا ينطبق على جميع دول الاتحاد الأوروبي؛ كما نوه بالأشخاص من أصول مهاجرة الذين باتوا يشكلون اليوم “جزءا لا غنى عنه من سوق العمل الألماني”، قائلا “لم نعد قادرين على الاستغناء عنهم، بغض النظر عن أصولهم أو لون بشرتهم أو ما إذا كان الذين يعيشون ويعملون في ألمانيا من الجيل الأول أو الثاني أو الثالث أو الرابع”.
لكن المستشار ميرتس أوضح أن المشكلات تأتي من هؤلاء المهاجرين الذين ليست لديهم إقامة دائمة، ولا يعملون، ولا يلتزمون بالقوانين، مضيفا: “كثير من هؤلاء هم من يشكلون الصورة العامة في مدننا. ولهذا السبب أصبح كثير من الناس في ألمانيا، وكذلك في دول أخرى من الاتحاد الأوروبي، يشعرون بالخوف من التواجد في الأماكن العامة” وفق ما أفاد به نفس المصدر.









