هنري فان ميل، حراس باب طنجة، . زيت عى قماش، أرشيف متحف MACMA (متحف الفن والثقافة(، مراكش1890
بقلم إيزابيل سيس
كان المغـرب، قبـل القـرن العشريـن، أرضا مجهولة بالنسـبة للأوربيــين، تبهرهــم برواتهــا وغموضهــا، ويثـير الرهبــة في قلوبهـم لمـا يعرفونـه عـن قـوة حكامهـا وشراسـة مقاتليهـا. كانــت البعثــات الدبلوماســية الغربيــة التــي يرافقهــا فنانـون لا تتجـاوز حـدود طنجـة وجوارهـا، الجـزء الوحيـد «المعـروف» مـن البـلاد آنـذاك.
هكــذا، وبعــد أوجــين دولاكــروا في 1832، زار البــلاد عــدد مــن الرســامين الذيــن اســتطاعوا نقــل انطباعاتهــم عــن هـذا البلـد الغامـض، في صـور كانـت في كثـير مـن الأحيـان نمطيـة خاضعـة لموضة الاسـتشراق والولع بالقديم السـائدة يومـذاك في أوربـا.
كـ ما اســتطاع الفنانــون البلجيكيــون كذلــك إعـ مال تلــك التصـورات عـن «المغرب الأقصى» ليجعلوا الناس يكتشـفون رويـدا بلـدا لا شـك أنـه شرقـي لكنـه يبتعـد أكـر فأكر عن الصـور النمطيــة، بلــدا يبهــر الألبــاب بســاكنته وتقاليــده وطبيعتـه السـاحرة.