بقلم محمد شارف
لطالمــا عــرف المغـرب بكونــه بلــدا للهجــرة، لكنــه، وحتــى عشــية عهــد الحمايــة في 1912، كان بلــد اســتقبال، ليــس فقــط للمســلمين بــل لليهــود والمســيحيين أيضــا.
وخــلال فــترة الحمايــة (1956-1912) اســتقبل المغــرب آلافــا مـ ن الأوربيــين الهاربــين مــن التقلبــات السياســية في أوربــا أو الحالمــين بالثروة في المســتعمرة الجديــدة. وعشــية الحـرب العالميـة الثانيـة فتحـت البـلاد أبوابهـا للجمهوريـين الإســبان المجبريــن عــلى اللجــوء إلى المنفــى، ولكــن أيضــا لرعايــا الإمبراطوريــة الروســية الســابقة اللاجئــين هربــا مــن سـتالين ونظامـه. كـما كان هنـاك يهـود اسـتطاعوا الفـرار من الاضطهــاد ومعســكرات الاعتقــال.
وهنــاك فيلــم يعــد مــن معــالم الســينما العالميــة، عنوانــه «كازابلانــكا»، يذكــر بطريقــة جانبيــة بعــض أحــداث هــذه الفــترة.
تزايــدت الهجـ رة نحــو المغـ رب حتــى حــدود ســنة 1955، بحكـم إقـرار فرنسـا لسياسـة اسـتيطانية حقيقيـة في البـلاد، بحيـث بلغـت نسـبة الأجانـب في البـلاد في 1952 مـا مقداره 5 بالمائـة مـن تعـداد السـاكنة، وهـو رقـم انخفـض بشـكل كبـير بعـد اسـتقلال البـلاد.