ميناء طنجة المتوسطي - Wikimedia commons
بقلم توفيق أمزيل
بعـد مـرور 60 عامـا عـلى الاتفاقيـة الثنائيـة بـين بلجيـكا والمغـرب، المتعلقـة بهجـرة العــمال المغاربــة، لا يمكــن إنــكار أن تدفــق اليــد العاملـة في عـدد مـن القطاعـات الاقتصاديـة قـد سـاهم في ازدهـار بلجيـكا. وشـيئا فشـيئا بـدأت القـوة العاملـة في إنتاج تدفقـات مالية خاصــة موجهــة لمســاعدة العائــلات في البــلاد، قبــل أن تتحـول إلى مبـادلات تجاريـة مهمـة.
في أواخـر سـنة 2022، بلـغ المغـرب الرتبـة 42 كزبـون والرتبـة 47 كمـزود لبلجيـكا. وعـلى العكـس نجـد أن بلجيكا هـي الشريك الاقتصادي السـادس للمغـرب. ومـع ميـزان تجـاري يميـل لصالـح بلجيـكا.
يعتـبر المغـرب بمثابـة بوابـة اسـتراتيجية نحـو أفريقيا الغربيـة، وهذه المزيـة الجغرافيـة والجيوسياسـية تعـزز وضعيـة البلـد كمنصـة لعـدد مـن الـشركات البلجيكيـة التـي اختـارت الاسـتقرار فيـه. كـما أن البلديـن قـد نسـجا شـبكة مهمـة مـن أشـكال التعـاون الاقتصـادي، مـن خـلال دعـم التعـاون اللامركـزي والزراعـة والتقنيـات الرقميـة والمقاولـين والمقـاولات الحاملـين لمشـاريع في بلدهـم الأصـل.
وإن لديهـم اليـوم فرصـةً جديـدة في عـالم يعيـش تحـولات عـدة، مـن قبيـل الأزمـات الصحيـة والطاقيـة، وغيـاب الاسـتقرار في أوكرانيـا والـشرق الأوسـط، والتنميـة المسـتدامة، وغـير ذلـك.
كـما أن المغـرب يعمـل كذلـك عـى إعـادة رسـم روابطـه مـع المغاربة-البلجيكيـين، الذيـن يمثلـون مشـتلا للمواهـب والخـبرات، بـين الثقافـات اللاتينيـة والأنجلوسكسـونية والجرمانيـة والإسـكندنافية، بلغـات وثقافـات متعـددة، وهـي كلهـا أوراق رابحة بيـد المغرب على المسـتوى الاقتصادي والمقاولاتي.