سجلت سويسرا خلال سنة 2025 استقرارا في عدد سكانها، خلافا لمجموعة من الدول الأوروبية، ويعود الفضل في ذلك إلى دينامية الهجرة التي تعرفها الدولة والتي عوضت التراجع المسجل في عدد المواليد وتغير فلسفة الأسرة لدى المواطنين الأصليين.
وبحسب المكتب الفدرالي للإحصاء فقد شهدت معدلات الخصوبة في سويسرا تراجعا مستمرا خلال سنة 2025، حيث بلغت أدنى مستوياتها على الإطلاق في البلاد، مسجلة 1,29 مولود لكل امرأة مما قلص عدد أفراد الأسر السويسرية.
من جهة أخرى عرفت ولادات الطفل الثالث في السنوات الخمس الماضية أكبر انخفاض في تاريخ البلاد بنسبة 14% بينما تراجعت ولادات الطفل الأول والثاني بنسبة 8,5% و9% على التوالي، مع الإشارة إلى تزايد عدد الأشخاص الذين لا يرغبون في الإنجاب بشكل مطلق، بحيث انتقلت نسبتهم من 9% إلى 16%، في وقت يفضل فيه أغلب الأسر إنجاب طفلين لا أكثر.
لكن الإحصاءات التي تداولتها وسائل إعلام رسمية في سويسرا أفادت أن تراجع معدلات الخصوبة في البلاد لم تؤثر بشكل كبير على عدد السكان، إذ تجاوز عدد السكان في سويسرا حاجز التسعة ملايين نسمة في عام 2024، وبلغ عدد المقيمين بشكل دائم أكثر من 9,05 مليون نسمة في الأول من يناير 2025، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 1%، أي ما يُقارب 89 ألف شخص إضافي خلال عام واحد.
ويعزى هذا الارتفاع بالدرجة الأولى إلى الأجانب، حيث أن 93 بالمائة من المقيمين الجدد هم نتاج الهجرة (83 ألف شخص)، لتبلغ نسبة الأشخاص من أصول مهاجرة في سويسرا 41% من العدد الإجمالي للسكان سنة 2025.
ووفق نفس المصدر فإن سويسرا مازالت تعتبر بلدا مصدرا للهجرة، خاصة لدول الاتحاد الأوروبي، حيث هاجر سنة 2024 حوالي 30 ألف مواطن ومواطنة سويسرية، بينما عاد نحو 22 ألفا إلى البلاد؛ لتساهم الهجرات بذلك في رفع عدد السويسريين المقيمين بالخارج إلى مستوى قياسي سنة 2025، تجاوز 826 ألف شخص مسجلين لدى البعثات السويسرية في الخارج، حوالي الثلثين منهم في أوروبا.






