توجت الباحثة والاكاديمية ريم افاية بجائزة الأطروحة الفرنكوفونية حول المنطقة المغاربية لسنة 2025 التي تمنحها الإدارة الجهوية للوكالة الجامعية للفرونكوفونية لجهة شمال افريقيا، في إطار برنامج “المجموعة العلمية حول الشرق الأوسط والعوالم المسلمة”، بشراكة مع معهد دراسة الإسلام ومجتمعات العالم المسلم التابع للمركز الفرنسي للبحث العلمي.
استاذة بمعهد الدراسات السياسية بباريس، اشتغلت ريم أفاية على أطروحة الدكتوراه في الأنثروبولوجيا بمدرسة الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية ومركز نوربير إلياس بمرسيليا، حول موضوع “القفاطين والشاحنات والأرائك. أنثروبولوجيا “تسويق” المغرب في الهجرة” تحت إشراف الأساتذة بوريس بيتريك وميشال بيرالدي.
تتمحور أطروحة الأنثروبولوجية ريم أفاية حول موضوع الثقافة المادية المغربية في بعدها الاستهلاكي العابر للحدود، من خلال دراسة أنتروبولوجية لثلاثة أنشطة معولمة مرتبطة بحركية البضائع (هي النقل والأثاث وحفلات الزواج)، وسعت من خلال هذا العمل الأكاديمي إلى بحث نشأة وانتشار “حركية اقتصادية تستخدم الارتباط بالأصل كأرضية مربحة تسهل تنقل البضائع والأشخاص والصور، وتلعب دورًا خفيًا ولكنه مهم في خلق اقتصاد هويات في الهجرة”.
وبحسب تقديم الأطروحة فإن البحث الميداني والحوارات التي أجرتها الباحثة في ميادين بحثها سواء بالمغرب أوفي مدن فرنسية وبلجيكية، كشف عن مدى التبادل بين العائلات والأفراد، وكذلك “تسليع” الأشكال التقليدية للثقافة المغربية المرتبط بانتشارها خارج الحدود الوطنية وحذف الوساطة الذي اتاحته الأدوات الرقمية.
وبذلك فإن الأطروحة تقدم “مساهمة فريدة في دراسة ما يسمى بمجتمعات ”ما بعد الهجرة“، وتسلط الضوء على الكيفية التي تعيد بها التجارة القائمة على الانتماء العرقي تشكيل الممارسات الاستهلاكية والمواطنة والهويات الثقافية سواء في المجتمعات المضيفة أو في مجتمعات الأصل”.
يذكر أن الباحثة ريم أفاية حصلت على الإجازة في الدراسات الدولية من جامعة الأخوين بالمغرب، قبل أن تنتقل إلى فرنسا حيث حصلت على ماستر في الأبحاث المقارنة في التاريخ والسوسيولوجيا والأنثروبولوجيا بمدرسة الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية، وهناك ناقشت أطروحة الدكتوراه سنة 2024، وهي باحثة في معهد “مقاربات هجروية” في باريس، التابع لشبكة البحث حول الهجرات في البحر الأبيض المتوسط، وعضو معهد نوربير إلياس في مرسيليا.