قال إدريس اليزمي رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، إن العمل الأساسي الذي قام به المجلس يتمثل في تعبئة المعارف العلمية حول الأسئلة المتعلقة بالهجرة والإشكالات التي تواجه مغاربة الخارج.
وأضاف اليزمي في حوار مع أسبوعية “لافي إيكو” الفرنكفونية الصادرة يوم 26 أبريل 2013، أن هذه التعبئة قد تجلت في الكثير من الأنشطة التي قام بها المجلس، مبرزا كمثال على ذلك تعاطي المجلس مع قضية الدين والتربية الدينية في أوروبا، حيث قام بتنظيم ندوات دولية مع نشر أشغالها في ثلاثة كتب باللغتين العربية والفرنسية.
وبحسب اليزمي فإن هذه الندوات شكلت لحظات مهمة لتبادل الأفكار مع الشبكات الجمعوية والمسؤولين الدينيين المغربيين خارج المغرب ومع أبرز المتخصصين في قضايا الإسلام، وكذلك مع مسؤولي القطاعات المكلفة بالدين في دول الإقامة، ونفس الشيء -يضيف اليزمي- ينطبق على الجهود التي قام به المجلس فيما يخص قضايا النساء والكفاءات والثقافات والهويات والمواطنة…
كما أوضح اليزمي في هذا الحوار أن الجالية المغربية بالخارج عرفت في 40 سنة الأخيرة تحولات جذرية تتطلب تفكيرا عميقا، مشيرا في هذا الصدد إلى مسألة تأنيث الهجرة، والانتماء المزدوج لمغاربة العالم، مذكرا أن المغاربة قد حققوا نسبا مرتفعة من التجنس على مستوى أوروبا.
وفي هذا السياق قال اليزمي إن دستور 2011 قد أخذ بعين الاعتبار معطى الانتماء المزدوج لمغاربة العالم، وأن هذا الدستور دعا إلى العمل من أجل تمتين العلاقة بين مجتمعات الأصل ومجتمعات الإقامة، وبين دول الأصل ودول الإقامة.
وحول التركيز والعناية الكبيرة التي يوليها المجلس في عمله للجانب الثقافي، أكد اليزمي أن هذا أمر طبيعي لأن الشباب المغاربة في العالم يطرحون قضايا لها علاقة بالهوية، وهم موزعون بين هويتين وثقافتين وانتماءين، وبالتالي “علينا أن نقدم لهم عناصر الإجابة” يقول إدريس اليزمي.
وفي هذا الإطار يقول اليزمي: إذا كنا نركز في عملنا على الثقافة، وإذا كنا نحرص على الحضور في المعارض الدولية للكتاب، وإذا كنا دعونا الشباب المنتخبين من أصول مغربية من أجل معاينة استفتاء 2011، فإننا نريد من كل هذا أن نبين لهذه الجالية بأن بلدها الأصلي يتحرك؛ وهو ما تجلى بشكل بارز في مدونة الأسرة، ومسلسل الإنصاف والمصالحة، وقضية الإصلاح الدستوري.
من ناحية أخرى، قال اليزمي إنه بمقتضى الدستور الجديد سيتم بقانون تحديد كيف سيكون المجلس المقبل وكيف ستكون المشاركة السياسية لمغاربة العالم.
هذا وأشار اليزمي إلى مجموعة من الأشغال التي قام بها المجلس سواء كانت إصدارات أو ندوات، منها: الدستور ومغاربة الخارج، والهجرات المغربية وكفاءات الخارج والتي صدرت في كتاب. كما ذكر أن المجلس بصدد الانتهاء من إصدار 13 دراسة وكتاب، منها: الكفالة، وأشغال ملتقى “مغربيات من هنا وهناك”، والنساء المغربيات الموسميات في أوروبا، والأطفال القاصرون، والأزمة في إسبانيا، وقضية الشباب، وأشغال ندوة حول الصحافيين المغاربة في العالم التي انعقدت بالجديدة… مؤكدا في الأخير على ضرورة استثمار والاستفادة من كل هذه الأشغال والإصدارات.