عرف انطلاق الموسم الجامعي الجديد هذا الأسبوع بكيبيك وأوتاوا انخفاضا ملحوظا في أعداد الطلاب الدوليين، نتيجة مباشرة لفرض حصص جديدة من طرف حكومتي البلدين.
سجل هذا التراجع الدولي في جامعة كيبيك في أوتوا (UQO)، على وقع ارتفاع إجمالي في معدلات التسجيل. فحتى الآن، بلغ عدد الطلاب المسجلين 7474 طالبا، بزيادة تناهز 7٪ مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي وفق ما ذكره موقع le droit.
توضح رئيسة الجامعة، “موريل لابيرج”، أن ما يهم الإدارة أكثر من العدد الإجمالي للطلاب هو عدد الاعتمادات المسجلة، باعتبارها الأساس الذي يُحدد تمويل الجامعة. وقد ارتفع هذا العدد بنسبة 9٪ ليصل إلى 76,500 ساعة معتمدة، مقابل 70,000 ساعة العام الماضي. و”هذه أخبار ممتازة بالنسبة لنا، لأنها تعني أن الطلاب اختاروا التسجيل في عدد أكبر من المقررات هذا الخريف”، تقول لابيرج.
انخفاض حاد في الطلاب المهاجرين
في المقابل، تراجعت أعداد الطلاب الأجانب في UQO بنسبة 26٪، من 1195 إلى 884 طالبا. أما أعداد الطلبة الجدد فلم تتجاوز 49 طالبا دوليا، مقارنة بـ 180 العام الماضي، أي انخفاض يناهز 80٪ في قبول الطلبات الجديدة.
وكنتيجة لذلك، تراجعت حصة الطلاب الدوليين من مجموع الطلبة بالجامعة من 17٪ إلى أقل من 12٪. وترى “لابيرج” أن هذا التوجه مرشح للاستمرار: “خطة الحكومة تُظهر بوضوح رغبة في تقليص أعداد المهاجرين والطلاب الأجانب بشكل أكبر في السنوات المقبلة. ولا أعتقد أن الأمر سيتوقف هنا”.
كما لفتت إلى أن بطء معالجة طلبات تصاريح الدراسة لدى دائرة الهجرة واللاجئين والمواطنة الكندية (IRCC) ساهم في تعقيد الوضع.
التأثير المالي والبرامج الجديدة
رغم التراجع في أعداد الطلاب الدوليين، لا تتوقع إدارة UQO خسائر مالية كبيرة على المدى القصير، إذ يعتمد تمويل الجامعات على أرقام سنتي 2024-2025. لكن التداعيات قد تظهر بحلول خريف 2026.
في المقابل، تراهن الجامعة على تعزيز عرضها الأكاديمي، حيث يجري التحضير لإطلاق بكالوريوس في الأمن السيبراني وبكالوريوس في التغذية، إلى جانب التفكير في توسيع برامج الخدمات الصحية والاجتماعية، تضيف “لابيرج”: “لقد شهدنا زخما في السنوات الأخيرة، وهذا يمنحنا ثقة في المستقبل رغم الصعوبات”.
جامعة أوتاوا
أما في جامعة أوتاوا، فقد استقبل الحرم الجامعي نحو 48 ألف طالب مع بداية الخريف. في حين لا تزال المؤسسة بصدد تقييم التأثير الفعلي لانخفاض أعداد الطلاب الدوليين، يعد استقرار أعداد المسجلين في جامعة سانت بول عند حدود 969 طالبا بمثابة “خبر جيد في حد ذاته”، بالنظر إلى صعوبة الحصول على تأشيرات الدراسة هذا العام.