بلغ عدد المواطنين الأجانب في المغرب 148 ألفا و152 شخصا سنة 2024، بزيادة تقدر بأزيد من 70 بالمائة مقارنة بسنة 2014، لكن نسبتهم لا تتعدى 0،4 بالمائة من مجموع سكان المغرب، وفق تقرير حديث نشرته المندوبية السامية للتخطيط.
التقرير المعنون ب”المقيمون الأجانب بالمغرب” المرتكز على أرقام الإحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2024، كشف عن تحولات في بنية السكان الأجانب في المملكة التي ما فتئت تتحول من بلد هجرة تاريخي نحو أوروبا إلى بلد عبور واستقرار للمهاجرين، مبرزا في ديباجته أن “اعتماد الاستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء سنة 2013، وحملات تسوية وضعية المهاجرين التي نُفذت في عامي 2014 و2017، هي مبادرات شكلت خطوة حاسمة في إدارة ظاهرة الهجرة بطريقة إنسانية وشاملة، وساهمت في تحسين ظروف إقامة المهاجرين واندماجهم، مع تعزيز المعرفة الإحصائية بهذه الفئة من السكان”.
وأفاد التقرير أن الهجرة المنحدرة من الدول الإفريقية أصبحت تمثل حوالي 60 بالمائة من الأجانب في المغرب بعدما لم تكن تتعدى 26 بالمائة سنة 2014، مما يعني أن المغرب أصبح فاعلا في دينامية الهجرة جنوب-جنوب، وأرض استقبال على مستوى القارة الإفريقية.
وبعد أن كان المواطنون الأوروبيون يتصدرون المقيمين الأجانب في المغرب في السابق، أظهرت المعطيات الإحصائية أن نسبة الأوروبيين لا تمثل حاليا سوى 20 بالمائة، كما سجلت الأرقام تراجعا في نسبة الأجانب المنحدرين من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذين يشكلون 7،3 بالمائة من مجموع الساكنة الأجنبية.
ويستقر أغلب الأجانب في المدن الكبرى، خاصة في جهة الدار البيضاء-سطات التي تستقبل لوحدها أكثر من 43 بالمائة من الأجانب، تليها جهة الرباط سلا القنيطرة ب19،2 بالمائة مسجلة انخفاضا ب10 نقاط في العشر سنوات الأخير، ثم جهة سوس ماسة التي تحتضن 9،4 بالمائة من الجاليات الأجنبية في المغرب.
أما فيما يخص الدول التي ينحدر منها المقيمون الأجانب في المغرب فجاءت السنغال في الرتبة الأولى ب18،4 بالمائة، متبوعة بالكوت ديفوار ب 17،3 بالمائة، ثم فرنسا في المرتبة الثالثة ب13،7 بالمائة من مجموع الأجانب في المغرب.
وقد تعددت أسباب الهجرة والاستقرار بالمغرب، لكن الأسباب اقتصادية تأتي في صدارة دوافع الهجرة التي عبر عنها 53 بالمائة من الأجانب المستطلعة آراؤهم خلال الإحصاء الأخير، تأتي بعدها الأسباب العائلية (20،8 بالمائة) ثم الدراسة كثالث سبب للإقامة بالمغرب بالنسبة ل14 بالمائة من الأجانب.
وبالوقوف على الخصائص الديموغرافية والثقافية للهجرة الأجنبية، تتميز الجاليات الأجنبية المقيمة بالمغرب بهيمنة الشباب على هرمها الديمغرافي، بحيث أن 80 بالمائة من الأجانب بالمغرب تتراوح أعمارهم بين 15 و64 سنة؛ وبارتفاع نسبي في مستوياتها الدراسية، إذ يمثل الحاصلون على شهادة تعليم عالي 39 بالمائة، وعلى شهادة ثانوية 28 بالمائة، في وقت لم يتلقى 20 بالمائة من الأجانب المتواجدين في المغرب أي تعليم يذكر.
وقد سجلت المندوبية السامية للتخطيط في تقريرها الإحصائي حول الأجانب بالمغرب، اندماجا ملحوظا لهذه الفئة في سوق الشغل، بحيث عبر حوالي 54 بالمائة منهم على ممارستهم لنشاط مهني، و17،5 على أنهم في مرحلة تحصيل دراسي، بينها لل تتجاوز نسبة البطالة في صفوف الأجانب وفق نفس المصدر 4،6 في المائة.
وتوقعت المندوبية في ختام تقريرها الإحصائي استمرار تصاعد عدد الأجانب في المغرب على المدى المتوسط والبعيد، “بفضل الاستقرار السياسي للبلاد وآفاقها الاقتصادية وموقعها الجغرافي الاستراتيجي ودورها النشط في التعاون الإقليمي والدولي في مجال الهجرة”، معتبرة أن المغرب يمكن أن يعزز مكانته كمركز جذب للهجرة في شمال أفريقيا، لا سيما بالنسبة للشباب النشيطين والطلاب ورجال الأعمال.









