عرف رواق مجلس الجالية المغربية بالخارج بالمعرض الدولي للنشر والكتاب اليوم الأربعاء 19 فبراير 2014 تقديم ومناقشة كتاب “منبوذونا، هؤلاء المسلمون الذين لا ترغب فيهم فرنسا” من طرف مؤلفه الكاتب والصحفي الفرنسي كلود أسكولوفيتش.
وقد ذكر الكاتب في البداية أن من الدواعي التي جعلته يؤلف هذا الكتاب هو ما تعرفه فرنسا من نقاشات حادة وجدالات واسعة وأسئلة دائمة عن واقع الإسلام والمسلمين في هذا البلد.
وأشار في تقديمه لهذا الكتاب أن النخب الفرنسية أصبحت رهينة مواقف وتصورات وسياسات ترى أن الفرنسيين من أصول إسلامية تشكل خطرا حقيقيا على هوية فرنسا؛ خاصة بعد أن أصبح المسلمون يمارسون دينهم بشكل ظاهر للعيان، وبالتالي يجب عزلهم بمختلف الطرق والوسائل عن المجتمع وعن الفرنسيين الأصليين.
وأضاف أن الدولة الفرنسية لا تريد أن تعترف بأنها قد عرفت تحولات عميقة وأنها قد تغيرت وأن السمة الغالبة للمجتمع الفرنسي هو التنوع والتعدد، وبأن الإسلام أصبح مكونا أساسيا لهذا المجتمع.
وقال إن عدم التعامل مع وجود المسلمين بفرنسا باعتباره معطى وواقعا قد جعل فرنسا تعيسة وتعيش نوعا من التراجيديا والدراما.
كما أشار كلود أسكولوفيتش إلى سيادة خطاب الإسلاموفوبيا لدى السياسيين والإعلاميين والنخب، ورأى أن هذا الأمر يعد من أبرز التحولات التي شهدها الخطاب الجمهوري.
وذكر أن العنصرية العنيفة كانت موجودة في المجتمع الفرنسي لكن لم يكن عليها إجماع وكانت تواجه من طرف الجميع،
أما الإسلاموفوبيا والقول بأن الإسلام يشكل تهديدا فإن هذا يمر داخل المجتمع دون أن يواجه بالرفض والتنديد، وأصبح أمرا مشتركا بين قطاعات كبيرة وكثيرة من السياسيين الفرنسيين باختلاف توجهاتهم السياسية.
وفي نفس المعنى قال أسكولوفيتش إن هناك في فرنسا نوعا من الإجماع الجمهوري على طريقة التعامل مع واقع الإسلام والمسلمين في فرنسا، مشيرا إلى أن المسلم الملتزم بدينه بشكل ظاهر لا ينظر إليه باعتباره فردا في المجتمع له أفكاره وقناعاته ورؤاه وإنما باعتباره شخصا غير مرغوب فيه ويجب عزله.
وتعجب الكاتب الفرنسي كيف أنه باسم القيم الجمهورية وباسم العلمانية تُمنع المرأة التي تحمل الحجاب من حقها في الشغل.
وختم أسكولوفيتش تقديمه للكتاب بإشارته إلى أن المثقفين والإعلاميين والسياسيين الفرنسيين قد ساهموا في خلق خطاب يتحدث عن “القادمين الجدد” وكأنم “وحوش” أو شيئا مخيفا، وهو ما يجعل من فرنسا بلدا حزينا.
نشير إلى أن كتاب “منبوذونا، هؤلاء المسلمون الذين لا ترغب فيهم فرنسا” قد صدر باللغة الفرنسية في شتنبر 2013 عن منشورات غراسي، وأثار صدوره جدلا واسعا داخل الأوساط السياسية والإعلامية والثقافية الفرنسية.
هيأة التحرير