في إطار الأيام الدراسية التي ينظمها “اتحاد المراكز الثقافية الإسلامية” بكاطالونيا لفائدة الأئمة والمرشدات والفاعلات والفاعلين الدينيين بإقليم كاطالونيا، والتي تمتد أيامها من 14 ماي إلى 6 يوليوز 2013، ألقى جواد الشقوري، مكلف بمهمة بمجلس الجالية المغربية بالخارج، يوم 20 يونيو 2013 محاضرة بعنوان “الأطر الدينية في أوروبا ومداخل الخطاب المطلوب”.
وذكر الباحث المغربي في مداخلته مجموعة من المداخل التي يعتبر الوعي بها مقدمة أساسية لتطوير وبلورة خطاب إسلامي يكون في مستوى روح وفلسفة ومقاصد الإسلام من ناحية، ويكون في مستوى التحديات والمشاكل المعاصرة التي تعترض الوجود الإسلامي في أوروبا وفي السياقات الثقافية غير الإسلامية من ناحية ثانية.
وفي هذا الصدد توقف الشقوري عند أربعة مداخل أساسية، وهي: “إعادة تعريف من هو العالم؟”، و”النسبية الإسلامية والإقبال على الآخر”، و”من الفقهية إلى الفطرية”، و”في سبيل تدبر للقرآن.. يعيد المعنى للحياة”.
وأوضح الباحث أن تعريف العالم في عصرنا الحاضر ينبغي أن يحدد من جديد، وأن يكون المنطلق الأساس في هذا التحديد هو: طبيعة المنظومة الإسلامية أو “القول الثقيل” بالتعبير القرآني؛ أي أن يكون العالم ثقيلا في كافة العلوم الشرعية واللغوية… وأن يكون على وعي بطبيعة التحديات المعاصرة.
وأضاف الشقوري أن وجود المسلمين في أسيقة ثقافية تتميز بالتنوع والاختلاف والتعددية يحتم عليهم ترسيخ قاعدة “النسبية الإسلامية” أثناء تعاملهم وتفاعلهم مع محيطهم الثقافي والفكري والاجتماعي، مشيرا إلى أن هذه القاعدة كفيلة بردم الهوة وكسر الحواجز النفسية التي قد تحول دون التعايش بين أفراد البلد الواحد.
من ناحية أخرى أكد الباحث المغربي أن السياق المعاصر يفرض على الأطر الدينية الانتقال من الخطاب الأحكامي الفقهي إلى ما سماه بالخطاب الفطري أو الوجودي. وهو ما يقتضي في رأيه تعديل مجموعة من المقولات السائدة كاعتبار أن المشكلة دائما في “الآخر”، كما يتضي أيضا الانتقال في الخطاب من ثنائية حلال/حرام إلى ثنائية فيه صالح الإنسان/ليس فيه صالح الإنسان.
وكل ما سبق يستوجب، في تصور الشقوري، إعادة النظر في مناهج تدبر القرآن حتى تكون في مستوى الإجابة على تحديات الإنسان المعاصر.
للإشارة فإن هذه الأيام الدراسية ينظمها اتحاد المراكز الثقافية الإسلامية بكاطالونيا بشراكة مع مؤسسة (nouscatalans ) والمجلس الأوروبي للعلماء المغاربة.