فاز اليمين في الانتخابات التشريعية التي جرت في النروج الاثنين وفق التقديرات الاولى، ما يمهد لتحالف بين المحافظين وحزب شعبوي مناهض للهجرة بعد عامين على هجمات برايفيك الدامية.
وافادت تقديرات للمكتب النروجي للاحصاء بعد فرز 22,2 في المئة من الاصوات ان احزاب اليمين ووسط اليمين الاربعة ستحصل على غالبية 93 مقعدا في البرلمان من اصل 169.
في المقابل، سيحصل ائتلاف يسار الوسط الحاكم منذ العام 2005 بزعامة رئيس الوزراء العمالي ينس ستولتنبرغ على 75 مقعدا فقط وفق التقديرات نفسها.
واعترف ستولتنبرغ الاثنين بهزيمته واعلن انه سيقدم استقالته الشهر المقبل بعد ان تصبح الغالبية البرلمانية الجديدة مستعدة لتشكيل حكومة.
وكان الاعلام النروجي توقع الا يسارع رئيس الوزراء الى تقديم استقالته مراهنا على عجز خصومه اليمينيين عن التفاهم.
واعلنت زعيمة اليمين ارنا سولبرغ “فوزا انتخابيا تاريخيا” وقالت امام انصارها في اوسلو “اليوم، اعطى الناخبون باصواتهم فوزا انتخابيا تاريخيا للاحزاب البورجوازية”، في اشارة الى احزاب اليمين ويمين الوسط.
لكن الكتلة الحزبية الفائزة غير متجانسة، علما بانها تضم المحافظين بزعامة سولبرغ التي يرجح ان تكون رئيسة الوزراء المقبلة، اضافة الى اليمين الشعبوي (حزب التقدم) وحزبين من يمين الوسط هما الديموقراطيون المسيحيون والليبراليون. وتتباين اراء هذه الاحزاب في شكل كبير وخصوصا حول مسالتي الهجرة والمناخ.
على الورق، بدا للوهلة الاولى ان الامور تسير نحو عودة اليسار الى الحكم، وخصوصا ان النروج الغنية بالنفط تشهد ازدهارا اقتصاديا لافتا مع نسبة بطالة متدنية ومستوى معيشي مرتفع.
لكن ناخبا شابا قال لفرانس برس بعدما ادلى بصوته في اوسلو لمصلحة اليمين الشعبوي ان “امور البلاد تسير في شكل جيد لكن الفضل يعود الى النفط وليس الى القادة”.
والواقع ان طول فترة حكم اليسار التي استمرت ثمانية اعوام استنفدت طاقاته، فضلا عن التقصير الذي اظهره اثر الهجمات التي شنها اليميني المتطرف اندرس برايفيك.
ففي 22 تموز/يوليو 2011، صدم برايفيك النروج بقيامه بتفجير قنبلة قرب مقر الحكومة في اوسلو اولا ثم اطلاق النار على تجمع للشبيبة العمالية في جزيرة اوتويا، ما ادى الى مقتل 77 شخصا.
واهتزت صورة ستولتنبرغ بعد تقرير للجنة مستقلة خلص الى انه كان يمكن تفادي هذه الهجمات عبر اعتقال برايفيك في شكل مسبق.
في المقابل، يبدو ان انتخابات الاثنين تفتح باب الحكم امام حزب التقدم بعدما امضى اربعين عاما في المعارضة منذ تاسيسه والذي كان برايفيك عضوا فيه حتى 2006.
والحزب الذي يتوقع فوزه بثلاثين مقعدا ما يجعله الثالث في البرلمان، هو الاكثر اهلية لتاليف الحكومة مع المحافظين بتاييد من حزبي وسط اليمين.
وقد ناى حزب التقدم بنفسه بوضوح عن القاتل وخفف من تصريحاته الحادة ضد المهاجرين الذين تدفق سبعون الفا منهم العام الفائت الى النروج بينهم 25 الفا غير اوروبيين، ما ادى الى زيادة سريعة في عدد السكان الذين يناهزون حاليا 5,1 ملايين نسمة.
أ ف ب