خلص المتدخلان خلال ندوة بعنوان “داعش والارهاب الجديد، والانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي” احتضنها رواق مجلس الجالية المغربية بالخارج في المعرض الدولي للنشر والكتاب الى ان الظروف الإقليمية خصوصا الاجتياح الأمريكي للعراق بين 2003 و2004، كان السبب الرئيسي وراء ظهور ما يعرف بالدولة الاسلامة في العراق والشام (داعش).

وبعد تقديم الصحفي المغربي في فرنسا مصطفى الطوسة الذي سير هذه المائدة المستديرة لتوطئة حول ظهور التنظيم والمناطق التي يسيطر عنها، وكيفية البروز في وسائل الإعلام بشكل مفاجئ، تحدثت المستشارة في القضايا السياسية والامنية والارهاب في الشرق الأوسط آن جيوديسيلي أن داعش لم تولد من فراغ لكن بوارد نشأتها توفرت منذ بداية الالفية بعد اجتياح العراق، وساهم في ذلك الصراع العقائدي الذي خلفته في المنطقة خصوصا بين السنة والشيعة.

وأكدت مؤسسة موقع “تيروريسك” أن هناك ثلاثة عناصر أساسية ساهمت في البروز الاعلامي لداعش هي اجتياحها لوسائل التواصل الحديثة وكذا منهجيتها في توظيف الملتحقين بها إضافة الى تنوع الفئات التي تستهدفها هجماتها،وسطرت الباحثة الفرنسية بعض الصعوبات التي تقف امام المجتمع الدرلي لمواجهة التنظيم أهمها التناقض الذي تتسم به فكرة محاربتها بحكم أن العمليات الموجهة ضدها تخدم مصالح نظام بشار الأسد في سوريا الذي يدينه المجتمع الدولي.

من جانبه قال رئيس مركز الدراسات حول الشرق الأوسط والبحر الابيض المتوسط بجنيف حسني عبيدي ان تنظيم داعش يطرحنا امام تناقضين هما مزج التنظيم بين السرية على الأرض والنجاح الإعلامي وكذا النجاح في تكنولوجيا التواصل وخصوصا الحضور الكثيف في الانترنت واعتماد تقنيات حديثة، والتناقض الثاني يتمثل في عجز أول قوة عالمية وهي الولايات المتحدة في القضاء على مقاتلين غير نظاميين وهو ما أكده عدد من المسؤولين الامريكيين بعد ان اعترفوا باسترجاع واحد في المائة فقط من الأراضي الذي يسيطر عليها التنظيم في ستة أشهر.

وعن الظروف التي ساهمت في خلق داعش اتفق حسني عبيدي مع المتدخلة الفرنسية في كون التنظيم وليد الاحداث الميدانية التي عقبت غزو العراق وشدد على ان احد العوامل التي ساعدت على ذلك هو تفكك الجيش العراقي والتقاء عدد من ضباطه المحتجزين لدى القوات الأمريكي في السجون العراقية مع مقاتلين متشددين مما شكل نواة صلبة لنشأة التنظيم، مضيفا أن المحطة الاساسية الثاني في ولادة التنظيم اتربطت بتداعيات الربيع العربي والأزمة السورية التي اضافت مسرحا اخر للمسرح العراقي، بل ومكن افراد التنظيم من التحرك الحر على الحدود والاستيلاء على أجزاء من التراب العراقي.

وعرج حسني عبيدي على الأخطاء الذي ارتكبها التنظيم منذ نشأته والتي أضرت بتماسكه، ولخصها في نقطتين أساسيتين هما دخولها لمدينة عين العرب كوباني واستهزاؤها بقوة الأكراد واستنقاصها منهم منا جعلها في مواجهة مع الأكراد المدعومين من طرف التحالف الدولي، بالإضافة الى تخلي داعش عن نموذج تنظيم القاعدة المبني على تأسيس دولة اسلامية تستقطب المقاتلين في رقعة جغرافية معينة، وتبنيها لجماعات في مناطق متفرقة لا تعرفها ولا تربطها بها أي علاقة.

Exit mobile version