تؤكد أحدث البيانات في الولايات المتحدة، أن الهجرة ليست تهديدا، بل عامل استقرار وأمن، إذ تظهر الإحصائيات أن المهاجرين أقل تورطا في الجرائم من السكان المولودين في أمريكا، فخلال الفترة الممتدة بين عامي 2017 و2023، سجلت معدلات العنف ضد المهاجرين 12 حالة لكل ألف شخص، مقابل 22 حالة بين الأمريكيين الأصليين، أي بانخفاض نسبته 44%. أما في حالات العنف الأسري، فبلغ الفرق 64% لصالح المهاجرين.
ويقول المحامي المتخصص في شؤون العمال المهاجرين، “هيكتور كيروجا”، إن «البيانات ثابتة على مر السنين: معدلات الجريمة بين المهاجرين أقل، وثقة الجاليات المهاجرة في العدالة تزداد»، وأضاف: «إن الاتساق في الأرقام واضح: فالضحايا والجريمة في المجتمعات المهاجرة أقل»، وفق ما أورده تقرير لموقع El Pregonero.
المهاجرون أقل ارتكابا للجرائم وأقل سجنا
تكشف الأرقام أيضا عن استمرار الفجوة في جرائم محددة. كان المهاجرون أقل عرضة للعنف الجنسي بنسبة 60%، والتهديدات اللفظية بنسبة 48%، والاعتداءات الجسيمة بنسبة 43%، والاعتداءات البسيطة بنسبة 50% تقريبا. أما بخصوص جرائم السرقة، فكان الفارق أقل، حيث بلغ 6%، ولكنه ظل في صالح الجاليات المهاجرة.
أما معدلات السجن، فتؤكد الصورة نفسها، فوفقا لمسح المجتمع الأمريكي: 0.5% فقط من المهاجرين و0.7% من غير المواطنين تعرضوا للسجن، مقارنة بـ 1.4% من السكان المولودين في الولايات المتحدة، وهذا يعني أن احتمال سجن المهاجرين أقل بنسبة تتراوح بين 49% و64 %.
ثقة متزايدة ترفع مستوى الأمن العام
سجلت البيانات ارتفاعا في معدلات الإبلاغ عن الجرائم بين المهاجرين لتبلغ 49%، مقابل 42% لدى الأمريكيين المولودين في البلاد. وأسهم هذا التعاون في أكثر من 5.1 مليون بلاغ و300 ألف اعتقال خلال ست سنوات، ما يعزز الأمن الجماعي.
بين الخطاب والواقع
تاريخيا، توثق الأبحاث أن معدلات سجن المهاجرين لم تتجاوز معدلات الأمريكيين منذ أكثر من 150 عاما، بل انخفضت اليوم بنسبة تصل إلى 60%. وبين عامي 1980 و2024، تضاعفت نسبة المهاجرين في الولايات المتحدة تقريبا، بينما انخفض معدل الجريمة العام بنسبة 60.4%.
فقد وجدت دراسة أجرتها جامعة نورث وسترن أن معدلات سجن المهاجرين لم تكن أعلى من معدلات سجن المهاجرين الأصليين. وفي العقود الأخيرة، اتسعت الفجوة: إذ أصبحت احتمالية سجنهم اليوم أقل بنسبة 50% إلى 60% من المهاجرين الأصليين.
وتؤكد دراسات حديثة أخرى هذا الاتجاه، ويوثق مجلس الهجرة الأمريكي أنه بين عامي 1980 و2024، بينما تضاعفت نسبة المهاجرين تقريبا (من 6.2% إلى 13.9% من السكان)، انخفض معدل الجريمة الإجمالي من 5900 جريمة لكل 100 ألف نسمة إلى 2335 جريمة لكل 100 ألف نسمة، أي بنسبة انخفاض قدرها 60.4%. وفي إطار هذا الانخفاض، انخفضت جرائم العنف بنسبة 34.5%، وجرائم الممتلكات بنسبة 63.3%.
صحيح أن بين المهاجرين، كما في أي فئة اجتماعية، أشخاصا يرتكبون جرائم، إلا أن الدراسات تظهر أنهم لا يمثلون كامل السكان. بل على العكس، فإن الأغلبية ملتزمة بالقانون، ونسبيا، لديهم معدلات جريمة وسجن أقل من المواطنين المولودين في البلاد.