قال توماس غروغه رئيس المركز الفيدرالي للتكوين السياسي الألماني إن “الجالية المغربية جزء لا يتجزأ من المجتمع الألماني ٬ وتلعب أدورا طلائعية في العديد من المدن الألمانية”.

وأكد غروغه في معرض تدخله في أشغال مائدة مستديرة نظمت اليوم بدوسلدورف (غرب) حول “الهجرة المغربية إلى ألمانيا” في إطار الأنشطة المبرمجة للاحتفال بالذكرى الخمسين لهجرة المغاربة إلى ألمانيا٬ أن هذه الحقيقة ترصدها مؤسسته العلمية في إطار الأبحاث والدراسات التي تنجزها.

وأعلن المسؤول الألماني أنه نظرا للمكانة الهامة التي تحتلها الجالية المغربية في ألمانيا٬ سيقوم المركز الفدرالي للتكوين السياسي بإنجاز ملف متكامل عنها يشمل كل مجالات الحياة المتعلقة بها.

من جانبه تناول سامي الشرشرة الباحث الخبير في شؤون الهجرة بألمانيا٬ في تدخله العديد من المعطيات التي تهم تاريخ الجالية المغربية منذ انطلاقها سنة 1963 ملاحظا أن البنيات الخاصة بالجمعيات المغربية الفاعلة في ألمانيا “غير كافية وتفتقر إلى حد ما للحرفية” ٬ لأسباب ترتبط بكونها تحاصر نفسها في ما يصطلح عليه “بجمعيات التنظيم الذاتي”.

واعتبر شرشرة أن هذا الوضع يساهم إلى حد ما في عرقلة مشاركة الجالية المغربية في المجتمع الألماني بالشكل المطلوب مؤكدا على ضرورة انفتاح هذه الجمعيات على المجتمع الألماني أكثر. ودعا الباحث المغربي من جهة أخرى٬ المؤسسات المغربية إلى “تغيير النظرة التقليدية والمتجاوزة التي تحملها عن الجالية المغربية٬ وتقييمها بشكل منفتح ومتكافئ”.

ومن جانبها اعتبرت تسولفيا كايكين كاتبة الدولة في وزارة الشغل والاندماج بولاية شمال الراين فستفاليا٬ في تدخلها أن “مستقبل الجالية المغربية في ألمانيا يتطلب المزيد من التواصل والانفتاح والمشاركة في ظل الإمكانيات والفرص التي تمنحها سلطات البلاد”.

وفي ردها على انتقادات بعض المتدخلين حول ضعف الدعم المالي المقدم من قبل السلطات الألمانية للجمعيات قالت كاتبة الدولة “إنه على الجمعيات المغربية أن تنفتح أكثر وتقدم أداء فعالا وبطرق جديدة ٬ وتتواصل أكثر مع المجتمع الألماني لتتمكن من تحقيق إنجازات أكبر”.

أما ادريس أجبالي ممثل مجلس الجالية المغربية بالخارج ٬ فقد تحدث في مداخلته عن مفهوم “المواطنة” التي اعتبرها جديرة بالتركيز عوض مفهوم “المهاجر المغربي في بلد الاستقبال”.

وأبرز أجبالي من جهة أخرى ٬ دور المجلس في ضمان المتابعة والتقييم للسياسات العمومية للمملكة تجاه المهاجرين وتحسينها من أجل ضمان حقوقهم ومشاركتهم في تنمية البلاد مبرزا أن المجلس مؤسسة استشارية مستقلة تكتسي أهمية بالغة وشريك أساسي للجالية المغربية٬ وتعمل في خدمة مصالحها وفي تنمية العلاقات بين المغرب وحكومات ومجتمعات بلدان إقامة المغاربة.

جدير بالإشارة إلى أن هذا اللقاء الذي نظم بقصر “فتجنشتاين” ٬ في إطار أنشطة الاحتفال بالذكرى 50 للهجرة المغربية إلى ألمانيا والذي قام بتنشيطه ميخائيل كيفه من جامعة “أوسنبروك”٬ حضره عدد هام من الشخصيات الألمانية والمغربية من عالم السياسية والثقافة والفن إلى جانب ممثلي عدد من المؤسسات الإعلامية المكتوبة والسمعية والبصرية والصحافة الإلكترونية.

يذكر أن برنامج الاحتفالات الذي وضعته منظمة الخدمات الاجتماعية والإرشادات بمدينة دوسلدورف بشراكة مع عدد من المؤسسات الألمانية والمغربية٬ والذي يشمل أكثر من 20 لقاء علميا وثقافيا واجتماعيا٬ انطلق منذ بداية الشهر الجاري وسيتواصل إلى غاية شهر يوليوز المقبل.

عن وكالة المغرب العربي للأنباء

Exit mobile version