شارك عدد من مثلي دول غرب إفريقيا في المائدة المستديرة حول موضوع “الهجرة الإفريقية وآفاق التنمية” التي احتضنها يوم الجمعة 14 فبراير 2014 رواق مجلس الجالية المغربية بالخارج في المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء.
وفي مداخلة له خلال مستهل هذه المائدة المستديرة أكد الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، عبد الله بوصوف، على أن الهدف من تنظيم هذا اللقاء هو خلق فضاء للتبادل حول القضايا المشتركة للهجرة خصوصا بعد الإعلان عن الاستراتيجية الجديدة للمغرب في مجال التي تهدف الى تسوية الوضعية القانونية للمهاجرين الأفارقة بالمغرب بالإضافة إلى خلق نموذج لاندماج هؤلاء المهاجرين في المغرب، وفق البعد الإنساني الذي جاء في الخطاب الملكي المؤطر لاستراتيجية المملكة في هذا المجال. كما شدد الأمين العام للمجلس على ضرورة فتح نقاش شامل حول موضوع الهجرة يتطرق للمهاجرين المنحدرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء المتواجدين في المغرب وللمغاربة المقيمين في دول إفريقية بالإضافة إلى المهاجرين المغاربة والأفارقة المطالبون بمواجهة تحديات العنصرية والتطرف في المجتمعات الأوروبية، مما يستوجب ضرورة التوحد والتضامن من اجل التنسيق وخلق فضاءات النقاش وتقديم صورة جيدة للهجرة في هذه المجتمعات.
مساهمة الهجرة الإفريقية في التنمية
وعرفت هذه المائدة المستديرة تقديم نماذج مختلفة لمجموعة من دول غرب إفريقيا، حيث ركزت الفاعلة السياسية والجمعوية السنغالية، أتيا نيانغ على تجارب انخراط المهاجرات السنغاليات في التنمية سواء من خلال خلق فرص الشغل في دول الإقامة ( نماذج صالونات الحلاقة في الولايات المتحدة) او في إنشاء تعاونيات التي تلعب إلى جانب كونها استثمارات مدرة للدخل دور الوسيط الثقافي لبلدها الأصلي في دول الاستقبال، وكذا الإسهام في التنمية المحلية على الصعيد الاقتصادي (التحويلات) وكذا على المستوى الثقافي والتربوي. اما فيما يتعلق بتجربة مالي في مجال الهجرة فقد قدم مدير مركز المعلومات وتدبير الهجرات في مالي، عبدولاي كوناطي، معطيات حول وضعية البلاد التي تجعلها بلد تصدير للمهاجرين وفي نفس الوقت بلد عبور واستقرار. وشدد المتدخل المالي على الدور الذي لعبته جالية بلاده خلال الأزمة السياسية التي عرفتها مالي مؤخرا حيث ساهموا في التوصل لحل لهذه الأزمة من خلال دعمهم المادي، مؤكدا على أن بلاده في طور إعداد تقرير تحليلي واستشرافي يبحث كيفية تشجيع الماليين المقيمين بالخارج في الاستثمارات. وفي نفس الإطار أضافت عمدة مدينة غودام المالية أن الدافع الأساسي لهجرة الماليين هو الفقر، وعن الدور الذي تلعبه جالية بلادها في التنمية المحلية قالت أومو سال إن قوة الجالية المالية هو التنوع الثقافي الذي يعتبر مهما ليس فقط في مجال دعم التنمية ولكن باعتباره جسر للسلام في افريقيا ووسيلة للامن والاستقرار في مالي. من جانب آخر ذهب محمد عبد الله ولد زيدان المكلف بمهمة في وزارة الداخلية الموريتانية، اذ ان بلاده تعمل منذ سنة 2006 على إعداد استراتيجية هجرة تقوم على اساس التعريف والتواصل والتنمية والحقوق، كما أعلن عن تنظيم بلاده لمنتدى الموريتانيين في الخارج يهدف إلى انشاء شبكات لتشجيع الموريتانيين على الاستثمار في البلد الاصل.
تدبير مختلف لملف الهجرة
تختلف الهجرة والقضايا المرتبطة بها من بلد إفريقي إلى آخر بغض النظر عن القرب الجغرافي، وهو ما يجعل طريقة تناولها تختلف بحسب الدول وبحسب السياقات. فإذا كانت الكوت ديفوار لم تتوصل بعد إلى بلورة استراتيجية في مجال تدبير الجاليات بالرغم من انتمائها لاكثر الدول من حيث المهاجرين، بأكثر من مليون مهاجر ، وفق إزياكا كوناطي، مدير إدارة الإفواريين في الخارج، الذي أكد في مداخلته على ان الهدف من مشاركته هو البحث عن نموذج ناجح لمؤسسة تتولى تدبير ملف الهجرة في الكوت ديفوار، وهو نفس الأمر تقريبا بالنسبة للبنين و إفريقيا الوسطى. إلا أن الأمر يختلف في الغابون التي تعتبر بلد استقبال بالدرجة الأولى حيث ان الأجانب يشكلون ثلاثين في المائة من مجموع السكان، والغابون في حاجة إلى هذه الهجرة من أجل تنميتها والمساهمة في خلق الثروة بها وعدم الاكتفاء بالتفكير في جمع الثروة من أجل استغلالها في البلدان الأصلية لهؤلاء المهاجرين لأن الغابونيين في حاجة إلى لأن الغابونيين في حاجة إلى الاستثمارات الأجنبية في البلاد، بحسب متدخل من الغابون. وأمام هذا البخصوص التعامل مع ملف الهجرة فإن أغلب المتدخلين خلال هذه الندوة أجمعىا على ضرورة الاستفادة من هذا التنوع في خلق منتدى للهجرة الإفريقية يهدف إلى التنسيق والتشارك وأيضا التضامن في مواجهة الإشكاليات التي تواجه المهاجرين الأفارقة بصفة عامة.
محمد الصيباري